السنعوسي والنصر الله.. اكتشاف الذات في السرد

تحدثا عن تجربتهما في ملتقى الثلاثاء

مهاب نصر



التجربة الخاصة، القراءة، الرغبة في مشاركة الآخر للخبرة قد تكون منطلقات أولى لكتابة السرد سواء القصصي أو الروائي. فكلنا يملك حكاية أو نتفا من حكايات، لكن ما ان يشرع الكاتب للمرة الاولى في العمل مهما كانت دوافعه يجد نفسه أمام قدر خاص، يتطلب منه التعامل مع شروط السرد وحدوده الفنية، كما قد يعيد النظر بركائز تجربته ذاتها.


هكذا بدت تجربتا كلا من الروائي سعود السنعوسي، والقاص خالد النصرالله اللذين استضافهما ملتقى الثلاثاء أخيرا في أمسية سردية قدم لها الروائي إسماعيل فهد إسماعيل. تحدث إسماعيل عن خالد النصر الله واكتشافه لنضج تجربته القصصية، كما تناول مشاركاته في ملتقى الثلاثاء وورشة السرد التي تولاها د. عبد المنعم الباز، وقال إنه فوجئ بأن لنصر الله إصدارات سابقة منها «الحقيقة لاتقال» و»التجربة الإنكليزية».
قرأ النصر الله قصة بعنوان «المنصة» وهي تسخر من حالة ادعاء التمرد لدى بعض المثقفين، من خلال أداء خاص يدل على الانشغال والهم، وبسلوك يبدو كالشفرة المستعارة والمتعارف عليها» :»الشعيرات التي تنمو على وجهك دون ترتيب هي مثابرتك المستمرة، وجهدك الجبار، وأنك تجلس على طاولة تحيطها الأوراق والكتب المرمية دون ترتيب، وأن صحتك غير جيدة من أثر القهوة التي تشربها بإفراط، ومن الممكن أن تخبرهم بأن أسرتك وأقرباءك لا يبالون بجهدك هذا، سوى رجل ـ وادعك ذقنك هنا ـ كبير في السن، تعرفت عليه بطريقة ما، يجلس وراء طاولة عليها ربع كأس من الشاي، وسيجارة نصفها مطفأ مرمية على المنفضة».


شهادة «سجين المرايا»


ثم قدم إسماعيل فهد للروائي سعود السنعوسي الذي حصل أخيرا على جائزة ليلى العثمان في القصة الرواية عن روايته «سجين المرايا»، وقال إنه كان يتابع مقالاته المنشورة في القبس مثمنا ما تعبر عنه رؤية خاصة، معربا عن إعجابه الشديد بالرواية مع كونها العمل الأول لكاتبها، ولافتا إلى أنها وقد كتبت على مراحل فقد تمكن فيها السنعوسي من تجاوز ذاته.
قرأ السنعوسي شهادة روائية تناول فيها عدة أفكار، فقد تعرض في البداية إلى نقطة التحول في الكتابة لديه، من مجرد الاكتفاء بحصيلة من التجربة الشخصية، ومن مقرو ءاته، «وكان همي الأول هو الكتابة من أجل الكتابة»، لكن استحضاره لفكرة «القارئ» وضعه أمام الكتابة كمسؤولية، ومن ثم كان اللجوء إلى قراء نوعيين يختلفون في مستويات تلقيهم، لكي يقدموا انطباعاتهم من أكثر من وجه، وهو ما أفاد منه السنعوسي بحسب قوله في التخلص من بعض مشكلات السرد.
وانتقد السنعوسي عدم الوعي بمسؤولية الكتابة لدى أبناء جيله إذ تحولت الكتابة إلى»شكل من أشكال الموضة». وتحدث عن سهولة النشر الآن التي تدفع بأعمال دون المستوى، بعد أن صار ناشر الكتاب يتحصل على تكلفته من المؤلف، كما أشار إلى أن سهولة تسويق الأعمال الأدبية بغض النظر عن مستواها مع توفر العديد من وسائط الاتصال يضع الكتابة في مأزق. وقال إن جيل الشباب يحتاج إلى جسر يربط بينه وبين الأجيال السابقة، مؤكدا «نحتاج لاكتساب المزيد من الخبرة من خلال الاطلاع على تجارب من سبقونا، ولنكون امتدادا لهم، بدلا من أن نفسد، من دون قصد، ما بنوه طيلة سنوات».

لا «مسطرة» للرقابة

وقد أعقب القراءتين حوار بين الجمهور وبين السنعوسي والنصر الله، حيث تساءل الناقد فهد الهندال عن سعي البعض إلى كتابة تتحرر من القوالب، وعن طريقة تعامل الكاتبين مع فكرة الرقابة، حيث قال النصر الله بأنه لن يستطيع أن يفكر بالرقابة أثناء الكتابة، لكن هناك بالطبع مسؤولية ذاتية، أما السنعوسي فرأى أن الاحتيال على الرقيب لا يجدي لأنه «لا توجد مسطرة محددة» يمكن بناء عليها تحديد ما يقبله أو يرفضه الرقيب. وقدم الروائي إبراهيم فرغلي مجموعة من الأسئلة حول اللحظة التي اكتشف فيها كل من السنعوسي والنصر الله نفسه ككاتب، والنصوص التي تأثرا بها، والنصوص التي يتحاوران معها. فأجاب السنعوسي بأنه انطلق من تجربته الخاصة، ولم يكن مخططا لها، وإن اعتبر أنه تأثر بأحلام مستغانمي بعض الشيء، أما النصر الله فتحدث عن تجارب سابقة في كتابة تقارير رياضية،، لكن البعض لاحظ فيها الروح الأدبية، ومع هذا لا يستطيع رصد تلك اللحظة الدرامية التي اختار فيها أن يكون كاتب

نشرت في:

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدينة الأحلام

هلا فبراير .. إلى من يهمه الأمر!

كيف تغني الكويت من دون صوتها؟