المشاركات

عرض المشاركات من 2007

لمن نكتب؟

صورة
سعود السنعوسي: لمن نكتب؟ .. يتبادر إلى ذهني هذا السؤال دائما بعد فراغي من كتابة المقال الشهري الذي ينضح بهمومي. وما ان أشرع في البحث عن الإجابة حتى أجد نفسي محاصرا بين العشرات من الأسئلة التي تقودني في نهاية المطاف مباشرة إلى الاحباط. فهل يتسنى لنا تغيير الواقع بواسطة مقال؟ رغم معرفتي المسبقة للإجابة فانني أكتفي دوما بـ "آمل ذلك"، ورغم الصوت الذي يتردد في داخلي: هم يأملون ذلك أيضا – في إشارة إلى كل من يكتب – وقد اجتمعت أقلامهم على رفض الواقع الذي تعيشه البلاد، ولكن! بقي كل شيء على ما هو عليه، بل ازدادت الأوضاع سوءا رغم الأقلام التي تنزف أحبارها في كل يوم في صحفنا اليومية. في بدايتي، أو لأكون أكثر دقة، في بداية بدايتي، بما انني لازلت في بداية الطريق، كنت أشعر بالسعادة للردود المؤيدة لما أكتب، وكنت أرى أني قد أدركت غايتي إذا ما قال لي أحدهم أنه يشاركني الرأي، وكنت أشعر بنشوة إذا سمعت أحدهم يقول: جبتها عالجرح أو كلامك منطقي، ولكن سرعان ما اكتشفت أن كل تلك المحاولات لم تكن سوى مواساة لمن يشاركونني الشعور، نعم، فنحن نواسي بعضنا البعض لا أكثر، نقوم بواجب العزاء، ونبدي الاعتراض وا

كويتي من كوكب آخر!

صورة
  سعود السنعوسي: في آخر أيام الشهر الفضيل توجهت إلى إحدى المكتبات الشهيرة في الكويت، حيث كانت محطتي الأخيرة بعد أن تسلل اليأس إلى نفسي من عدم حصولي على نسخة من آخر أعمال الروائي العالمي باولو كويللو "ساحرة بورتوبيللو"، لا شك أني كنت محظوظا في ذلك اليوم، ليس بسبب عثوري على ما كنت أبحث عنه فحسب، بل للصدفة التي ساقني إليها "باولو" لأتعرف على شاب كويتي يدعى خالد عادل النصرالله. لم أشاهد هذا الشاب على الإطلاق، ولم أكن أعرفه من قبل، بل ولم أسمع باسمه قبل ذلك اليوم. بينما كنت ألتقط نسختي من مكانها – حيث الإصدارات الجديدة – وقعت عيني على كتاب إسمه "كويتي من كوكب آخر - الحياة من منظور شاب في سن العشرين"، وهو من تأليف الشاب خالد النصرالله، أخذت نسخة من الكتاب دون أن أتفحصها، وذلك بسبب سعادتي لكل محاولة إبداع يقدم عليها شاب من بلدي. وفي أول أيام عيد الفطر السعيد، كانت سعادتي أكبر، حين أدركت أن ما هذا الكتاب سوى "عيدية" من مؤلفه الشاب، لكل الشباب الذين في سنه. أمسكت بالكتاب لقراءة المقدمة، وإذا بي قد فرغت من قرائته بأكلمه في حدود الساعتين، فقد كان الكتاب -

مع المسرح من جديد

صورة
سعود السنعوسي: في نوفمبر 2006 كتبت مقالا عن المسرح الكويتي وما آل إليه من مستوى أقل ما يقال عنه بأنه هابط، وكنت قد وعدت القارئ الكريم في نهاية المقال بأن يستمر الحديث حول أبو الفنون الكويتي في العدد الذي يليه -ديسمبر- إلا انني لم ألتزم بوعدي بسبب ظهور بعض الأحداث التي وجدت أنها أهم من مسرحنا "المسيچين". وها أنا اليوم أجد قلمي يكتب عن المسرح الكويتي دون رغبة مني، ولكن لنقل أنه التزاما منه بالوعد الذي قطعته للقراء، ولأن مسرحنا وجمهوره وبكل أمانة "كاسرين خاطري". المسرح الهادف ما هو المسرح الهادف؟ لنترك المفاهيم والتعريفات المعقدة لبعض النقاد والفنانين ولنقل أن المسرح الهادف بكل بساطة هو المسرح الذي يحمل فكرة أو رسالة ذات مضمون هادف يقوم بتوصيلها للجمهور، أما المسرح التجاري فهو -من اسمه- المسرح الذي يعتمد على الربح، والربحية بكل تأكيد مشروعة في الفن، ولكن، لماذا لا يكون المسرح التجاري "الحالي" هادفا؟ ولماذا يستخسر على جمهوره ممن دفع قيمة التذكرة 5 أو 7 أو عشرة دنانير أن يخرج من قاعة المسرح بفكرة ذات قيمة؟ كل الفنانين -في المسرح على وجه التحديد- يدّعون بأنه

انهم يكرهوننا!

صورة
سعود السنعوسي: أتألم كثيرا حين ألمس تلك الكراهية والشعور المعادي من البعض تجاه الكويت وكل ما هو كويتي، وهذا ما ألاحظه حين أتصفح المنتديات العربية والخليجية أو من خلال متابعتي للقنوات الإخبارية والبرامج السياسية أو حتى من خلال تبادل الحديث و "السوالف" مع البعض من أصدقائي العرب، وأحاول جاهدا أن أدرك سبب ذلك الشعور. لا شك أن للإعلام دور مهم في عكس صورة الدول والشعوب للعالم، وقد يكون للإعلام الكويتي دور أساسي في تشويه صورة الكويت والكويتيين للعالم الخارجي، وأنا هنا لا أعني المعنيين في وزارة الإعلام بل الشخصيات الإعلامية والسياسية ككتاب ومحللين سياسيين وفنانين بل وحتى الشخصيات الرياضية. فعلى سبيل المثال، قد يرى البعض أن ارتفاع سقف الحرية في الصحافة -لست متأكدا من ارتفاعه- يكفل التجريح والتدخل في شئون الغير، مع أن الحرية الصحفية، من وجهة نظري على الأقل، تكمن في النقد البناء وإبداء الرأي والمناداة بالإصلاح بما يعود على البلاد والعباد بالخير والمنفعة، لا للتدخل في شؤون الغير إلا بما قد يكون في الصالح العام وإلا فليلتزم كتابنا الصمت. إن فهمنا الخاطئ للحرية جعلنا نتعدى على الغير دون و

حتى لا تكون بداية النهاية .. يا وطني

صورة
سعود السنعوسي: مني .. إليها كم هو مرعب عنوان المقالة .. حزين .. غامض ومخيف، وان حرفا واحدا فيه لا يمت للتفاؤل بصلة. كل شيء من حولي يثبت لي صحة تلك العبارة التي عنونت بها مقالتي .. أو رسالتي .. هذياني .. أو لست أدري. كثير من الأمور التي تحدث داخل حدود بلادي تدعوني للحزن، قد يرى البعض أنها مبالغة تناقض الواقع، ولكني على يقين بأن شيئا من المبالغة لا تحتويه هذه السطور، انها رسالة من مواطن يعشق وطنه إلى حد الجنون، رسالة من القلب الصغير إلى القلب الكبير .. قلب الكويت .. وكل من يعشقها. وطن مظلوم نعم، مظلوم أنت يا وطني، ومع ذلك لا يزال قلبك كبيرا، أعطيت الكثير ولم تأخذ سوى القليل، ورغم ذلك القليل تبتسم و لا تطلب سوى راحة أبناءك رغم جحود البعض منهم. كنت يوما ما تواصل المسيرة نحو تحقيق الإنجازات، أما الآن وبسبب البعض من أبنائك "حكومة وشعب" أصبحت تركض للوراء، تخفي دموعك عن جيرانك الذين تجاوزوا ما وصلت إليه في السابق بأشواط، ومع هذا تبتسم لرؤيتهم سعداء. حرب الأبناء وطني! هل تذكر أبنائك الذين حملوك ذات يوم على أكتاف المجد؟ أين هم الآن؟ ولماذا أصبحنا نحتاج إلى المجهر والعدسات المكبرة

ليلة .. من ألف ليلة وليلة

صورة
سعود السنعوسي: دخلت شهرزاد إلى المجلس، في حين كان شهريار في انتظارها. اتخذت لها مكانا بقربه، ثم اعتذرت عن تأخرها وقالت بهدوء: بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي السديد، أن شابا في مملكتنا يدعى وليد، يبلغ من العمر خمسة وعشرين، ويعمل في توصيل البريد. كان الشاب قنوعا شكورا لا يحلم بالثروة والمال، وكان يحمد الله على كل حال. * * * خرج وليد ذات صباح لتوصيل الرسائل إلى أصحابها، وفي طريقه توقف عند أحد المقاهي ليشرب قهوة الصباح، وأثناء جلوسه في المقهى سمع حوارا بين الصيادين في الطاولة المجاورة، قال أحدهم: هل سمعتم عن السلاح السحري المدمر الذي تملكه البلاد المجاورة؟ رد الآخر: سمعت مثل هذه الأقاويل ولكني لا أشغل تفكيري بمثل هذه الأمور، فأنا إنسان بسيط لا أسعى لشيء سوى لكسب رزقي من خيرات هذا البحر، لأوفر احتياجات داري وزوجتي وأبنائي. رد الأول: ولكن هذا السلاح السحري من شأنه أن يدمر هذا البحر، بل قد يصل إلى دورنا وأسواقنا وأرجاء البلاد ويقضي على الحياة في بلادنا والبلاد المجاورة. اكتفى وليد برشفتين من القهوة بعد أن استمع إلى هذا الحديث وقام على الفور لينجز عمله. وفي طريقه بدأ يستعيد ما قاله الصيا