المشاركات

عرض المشاركات من 2013

سعود السنعوسي .. والأربعين ناقد .. قراءة في نسق التلقي السطحي.. / سعاد العنزي

صورة
سعاد العنزي سعاد العنزي رواية «ساق البامبو» للروائي الكويتي سعود السنعوسي الحاصلة على جائزة البوكر العربية للعام الماضي ، هي رواية أصيلة ومبتكرة وقدمت إضافة كبيرة للأدب الكويتي والخليجي والعربي وحتى العالمي، وتصب في قضية المهاجرين، التي أصبحت قضية عالمية ولها حقل أدبي يعبر عنها، وفلسفي نقدي يتبناها ويحللها، ولعل مفهوم الفضاء الثالث ، والهجنة هما أحد مصطلحات أدب المهاجرين في الغرب. وما قدمته رواية ساق البامبو هو تقاطع حقيقي مع هذه الآداب العالمية والإنسانية. وأنا بوجهة نظري إلى الآن لم أر الرواية قرأت جيدا ، فما بالنا من بعض القراءات الانطباعية والسطحية الساذجة التي كشفت عن مشاعر بعض القراء تجاه فوز الروائي، مما دعاهم للحفر في معجم ومصطلحات النقد السلبي للتقليل من العمل، ليس لشيء ولكن للتقليل من قيمة فوز سعود السنعوسي الذي تخيلوا إنه مدة أشهر وينتهي، ولكن السنعوسي في كل شهر له فعالية في مكان ، ولقاء في أشهر البرامج العربية، واحتفاء بمعارض الكتب والفعاليات المصاحبة لها، إلا الكويت بلده ، كان معرض الكتاب خاويا من لقاء مع هذا الأديب العظيم الذي تتبادل روايته «ساق البامبو

لماذا تعلقت بأدب الرواية؟

صورة
    سعود السنعوسي:   قيل الكثير عن الرواية، كجنس أدبي، ولا أزعم أنني أنوي الإتيان بما هو جديد في هذه السطور بقدر ما أنوي الإشارة إلى أسباب تعلقي بهذا الصنف الأدبي دون غيره. لماذا تعلقت بأدب الرواية، ولماذا حين أمسكت بالقلم أول مرة كان حلمي أن أكون روائيا؟ رغم صنوف الإبداع والأجناس الأدبية لم يسحرني بينها شيء بقدر الرواية. وحدها قادرة على أن تضم كل صنوف الإبداع في طياتها. وحدها قادرة على احتواء قصة، وشعر، ومسرح، وسينما، بل أجزم، وعن تجربة، بأنها تتجاوز احتواء صنوف الإبداع الكتابية لتضم فنونا تشكيلية، تلك التي كدت أراها رؤية العين في بعض الأعمال الأدبية العظيمة. الرواية، كما أؤمن، حياة، بكل ما تعنيه هذه الكلمة إن أراد لها مؤلفها أن تكون. وإذا ما وجدتني أسألني ما الذي تقدمه لي الرواية، تأتيني الإجابة من خلالها: «كل ما تستطيع أن تقدمه لك الحياة». الرواية ليست بديلا عنها في الواقع، ولكنها تجاريها وتحاكيها وتتفوق على الحياة عظمة وغنى وقيمة في أحيان كثيرة. في الرواية أسافر من دون أن أبرح مكاني. أسهل أنواع السفر وأقله تكلفة. سفر ممكن عبر المكان، وآخر مستحيل، لا توفره لي مطارات الع

فهد عافت: محاولة فاشلة للكتابة عن ساق البامبو

صورة
كتب: فهد عافت      بتماسك قلّ مثيله ، في غير الروايات الخالدة ، تحكي رواية " ساق البامبو " لسعود السنعوسي ، حكاية هوزيه منيدوزا .. كما تقول أوراق النبات ، أو عيسى راشد عيسى الطاروف .. كما تقول أوراق الحكومة ! ، اسم يجلب الشرف .. وجه يجلب العار ! ، ابن الشهيد و المشكوك في عفّتها ! ، المثقف الثريّ و الخادمة التي بالكاد تعرف من أين أتت ! ، الكويتي الفلبيني : مُسلم تتدلّى من ياقته أيقونة الصليب ! ، و في صدره تعاليم بوذا ! ، .. يمارس طقوساً لم يفهمها بعد ، خوفاً من خسارة أشياء لم يؤمن بها بعد !! ، .. حكاية هوزيه / عيسى ، الذي له وجه أمّه و رطوبة انكساراتها ، و صوت أبيه و رائحة جسارته ، في بلاد أمّه لم يكن يملك أي شيء سوى عائلة ، و في بلاد أبيه يملك كل شيء سوى عائلة ! ، حقيقته مزيفة ، و زيفه حقيقي ! ، حين يصحو " يقولُ " فلا يفهمه أحد ، و حين ينام " يفعل " و ليس معه أحد ! ، كلٌّ يعرف ما ينتظره عداهُ ، و عداهُ ينتظره ما يعرفه الكُلُّ !! ، .. لا يحسد أخته الكويتية " خوله " على وفرة ما تملك ، و يحسدُ أخيه الفلبيني " أدريان " على مرضٍ دماغ

موسم الهجرة إلى.. أيِّ مكان!

  سعود السنعوسي:   لم أعد أستغرب حلم الكثير، ممن أعرف، بالهجرة. هكذا، ببساطة.   - هجرة؟! إلى أين؟! - إلى أي مكان!        ما عادت الكلمة نشازا بعدما ألِفتها أذناي. لم أشعر في حياتي بيأس لدى البعض، أو في الحقيقة، لدى الكثير، كما أشعر الآن. شيء من ثقةٍ كان موجودًا، لم يعد كذلك. دوافع الحلم بالهجرة كثيرة، لدى الشباب على وجه التحديد. هذا يسعى للحصول على وظيفة أفضل، وذاك يحلم بتأسيس مشروع عجِزَ عن إقامته هنا. البعض يبحث عن مستقبل آمن، والبعض يحلم بهامش حرية أوسع، والبعض الآخر - بصدق - لم يعد يحمل حبّا لهذا المكان. تختلف الأسباب، ويبقى لكلٍ مطلب يعتقد أنه غير موجود في بلاده. ليس أمرا هيّنا، بالنسبة لي على الأقل، أن يقوم شاب حصل على وظيفة للتوّ بفتح حسابٍ في مصرف أجنبي يحفظ فيه جزءًا من راتبٍ يحتاجه في الغد. وليس طبيعيًا أن يرهق آخر كاهله بقسط شهري لقاء تأمين قطعة أرض أو شقة في مكان ما من هذا العالم. وليس مقبولا أبدا أن يتحدث حديث التخرج عن لهفته لبلوغ سن التقاعد، متجاوزًا سنوات طويلة، ليشدّ رحاله إلى.. مكان ما. لا شيء يدعوهم إلى ذلك سوى عدم ثقتهم في وطنهم، وبالتالي عدم الشع

الروائي الجزائري واسيني الأعرج: «ساق البامبو» رواية العام وتستحق البوكر بجدارة

صورة
روايته الجديدة «مملكة الفراشة» ترصد واقع ما بعد الحروب الأهلية القاهرة: حنان عقيل  واسيني الأعرج روائي جزائري معروف حصل على الكثير من الجوائز منها جائزة الرواية الجزائرية، وجائزة الشيخ زايد، والمكتبيين، وجائزة قطر العالمية للرواية، كما اختيرت روايته «حارسة الظلال» عام 1997 ضمن أفضل خمس روايات صدرت بفرنسا، وترجمت أعماله للكثير من اللغات من بينها الفرنسية والألمانية والإيطالية والإنجليزية وغيرها. كما تدرس الكثير من أعماله الأدبية في الجامعات. وقد التقيناه أثناء زيارة له للعاصمة المصرية، وكان هذا الحوار معه، الذي تحدث فيه عن أحدث أعماله وعن جائزة البوكر العربية ورؤيته للوضع الثقافي والسياسي في الوطن العربي: * حدثنا عن روايتك الجديدة «مملكة الفراشة»؟ - لقد انتهيت منها مؤخرا، وستنشر في شهر يونيو في «مجلة دبي الثقافية» مما سيمنحها فرصة توزيع ممتازة نحو 30 ألف نسخة، وستخرج في سبتمبر (أيلول) عن «دار الآداب» بمناسبة معرض الجزائر وبيروت. «مملكة الفراشة» تتحدث ليس عن وضعيات الحروب الأهلية ولكن عن نتا

خزي السعادة

سعود السنعوسي  -  أما آن للمرء أن يضحك بصوت مسموع؟   -  وما الذي يردّك عن ذلك؟ !      ما يرُدُّني هو الشيء ذاته الذي يرسم ملامحك بالحزن، وإن افتعالا، في مجلس عزاء، احتراما لحزن أهل الفقيد. ألا تلاحظ أن العالم بات أشبه بمجلس عزاء كبير، تركن إلى عزلتك إذا ما اضطررت لإفلات ضحكة تبدو وكأنها عورة!   هذا بالضبط ما أشعر به. أشعر بتفاهة كل شيء مقابل حزن يشوب.. كل شيء .      أنت تشعر بالشيء ذاته، لا تتظاهر بعكس ذلك. ما عادت الديوانية كسابق عهدها الذي تعرف، باتت مكانا للتذمر والبوح بخوفٍ يطوِّق الغد، وإذا ما أطلق أحدهم ضحكة فهي لا تتجاوز كونها ضحكة سخرية من واقع مرير. كنت أراقبك.   يدفعك الضجر للتنقل بين القنوات الفضائية بحثا عن ابتسامة ترتديها. لا شيء يناسبك. تدفعك التفاهات للمضي في البحث، ولكن اللون الأحمر والنيران والحشود الغاضبة لا تزيد الأمر إلا سوءًا. كنت تلجأ، دائما، إلى الزر الأحمر في الريموت كونترول. يوافقك الحضور: "أحسن!".       تسمع نكتة طريفة، أو خبرًا مفرحًا. تدخل صفحتك على الفيسبوك. تنوي مشاركة الأصدقاء ولكن.. تنتبه إلى الأسماء النشطة، أحدهم يتلقى التع

لعنة المقارنة

سعود السنعوسي        توقفتُ ذات يوم عند صورة مرسومة لبرج خليفة في إمارة دبي، يظهر فيها بين مجموعة من الأبراج العالمية الشهيرة في مقارنة صريحة لإدراك الفرق بين ارتفاع هذا البرج وغيره من الأبراج. فكرت، لو انفرد البرج في الصورة لما لمست ذلك الفرق الهائل بينه وبين الأبراج الأخرى. إذن.. ما دامت الصورة محدودة الأطراف ليس من السهل التعرّف على حجم برج خليفة لولا ظهوره بين بِغ بِن وبرج إيفل وبرج بيزا المائل. هو أمر شبيه بما نراه في بعض الإعلانات التجارية، الهاتف المحمول عندما كان صِغَر حجمه ميزة، على سبيل المثال، حين يظهر في صورة واحدة مع علبة أعواد ثقاب، أو حين تظهر كاميرا مراقبة، في إعلان تجاري، إلى جانب قطعة نقود معدنية. ما الذي يدعونا إلى اللجوء لحيلة المقارنة لولا محدودية الصورة وضيق أفقها؟ هذا بالضبط ما أفهمه عن الإنسان . كثير منا يحمل شعار: "أنا لا أقارن نفسي بالآخر!". انتقادي هذا يشملني أيضا، فأنا، وحتى وقت قريب كنت أرفض مقارنتي بأي شخص ثقة مني بأنني لست معنيا به، وبأنني أعرف ذاتي حق المعرفة، غير مدرك أنني لن أتعرّف إليّ بمعزل عن الآخر، متناسيا أن رؤيتي للأمور، مهما ا

«ساق البامبو» رواية كويتية تكتبها بلاغة «المقموعين»

صورة
  سيد محمود حسن - الأهرام   فى طريق العودة من الكويت إلى القاهرة كان إلى جوارى على مقعد الطائرة الكاتب الكبير محمد المخزنجى وكنت أمسك برواية «ساق البامبو» للكاتب الكويتى الشاب سعود السنعوسى وأخطط تحت السطور التى لفتت نظرى فيها إلى أن بادرنى المخزنجى، قائلا: هذه رواية تفتح أفقا جديدا أمام الأدب الخليجى عامة والأدب الكويتى بشكل خاص «ثم استطرد « أنها أول اختراق حقيقى للمسكوت عنه فى هذه البيئة التى كان البعض يظن أنها غير قادرة على إنتاج رواية مهمة. المخزنجى الذى عاش سنوات فى الكويت دون أن يكتب عنها، وضع يده على ملمح مهم فى الرواية التى كتبها صاحبها وهو على مشارف الثلاثين ووضعته ضمن لائحة الكتاب الستة المرشحين لنيل جائزة الرواية العالمية للرواية العربية « بوكر « لهذا العام، وربما كان وجوده فى هذه اللائحة مناسبة مهمة لاكتشاف ما يقدمه وطرحه على مساحة أوسع من القراء والنقاد الذين رأوا فى نصه علامة على تحولات سردية كبرى. واللافت للنظر أن « ساق البامبو « بموضوعها الإشكالى تضع المجتمع الخليجى إجمالا أمام أسئلة تأجلت الإجابة عنها لسنوات طوال. السنعوسى، قبل هذه الرواية نشر عدة مقالات و