المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٠

“ناقة صالحة”: المثيلةُ بعِلْمِ مصيرها عند الله وشاعرها والصحراء

صورة
المثنى الشيخ عطية “ العِلم عند الله”، عبارةٌ تتردّدُ في نهاية كل فصلٍ وتستقرّ خاتمةً أيضاً، لروايةٍ تضوع بمسك الصحراء، وإن لم تكن فاتحةً لها؛ لكنها تعوّض ذلك بفتح النهاية على بدايتها، فتكونَ فاتحة خفاء هذا “العِلم” وتجلّياته المفتوحة على التساؤلات بذلك . رواية “ناقة صالحة” الخامسة للروائي الكويتي سعود السنعوسي، الذي دخل عالم الصحراء بخاتمة “العِلم عند الله”، وفَتَحَ المعلوم المجهول على احتمالات ما يحدث لمنْ يغامر باجتياز رمال صحراء الرواية؛ هي روايةُ تساؤلات التشويق، رغم بساطة وشفافية حكايتها بنسخته التي أضافت متعةً وقيمةً أخرى على ما تعرف منطقة الخليج ما بين السعودية والكويت، من تراث هذه الحكاية . ولا تثير هذه التساؤلات الاهتمام بواقع مصير بطلة الحكاية وابن خالها الشاعر الذي أحبته وأحبّها وحرمتْه قوانين القبيلة منها بطلب ابن عمها الأحقّ بها لها، وفق هذه القوانين فحسب، وإنما تثير على مستوى آخر هو الأهمّ للرواية، الاهتمام بمغامرات الخيال في الخلق، وتكوين البنية الروائية التي تلمّ وتتيح تداخلاته، على صهوات السّرد التي تتطلّب حنكةً ومعرفةً وخبرةً بامتطاء الصهوات في ظرو

«ناقة صالحة».. لقاء في عيون الإبل

صورة
بقلم: محمد علواني. في زمن الحداثة يعود سعود السنعوسي؛ في أحدث رواياته «ناقة صالحة»، وبشكل غير متوقع تمامًا، إلى الصحراء والبداية ليحكي لنا حكاية دخيل بن أسمر؛ ذاك الهائم بالبيداء عشقًا . أتكون هذه العودة نتيجة شعور بالنوستالجيا إلى ما مضى؟ وتفجع على ما فات؟ أيكون” سعود” ملّ من ثيماته السردية فقرر التغيير، والتمرد على ذاته؟ ! رواية ناقة صالحة ربما لن نعثر لهذه الأسئلة عن إجابات، لكن ما بوسعنا قوله إن ميزة هذه الرواية تكمن في تفردها، ليس من جهة الموضوع؛ فثمة طائفة من الأدباء والكتاب تعود الآن إلى البادية وأجوائها هربًا من عضات “الحداثة الفائقة”، وطلبًا للشفاء في الصحراء، وإنما يكمن تميزها في تجرؤ سعود السنعوسي على مخالفة التيار العام في الأدب الراهن، بل مخالفة نفسه هو ذاته، والتمرد على ثيماته وبنياته السردية السابقة . وهو قرر أن تكون روايته مميزة حتى في لغتها، فكتبها بلغة صحراوية بدوية، قل أن يفهما إلا من كان له من البادية حظ ونصيب، فمَن الآن يدرك معنى “ناقة خَلوج”؟! وإن كان الرجل حاول شرح بعض مفرداته مرة أو مرات، إلا أن الشعور الكامن وراء الحروف لن يعثر عليه أ

«ناقة صالحة»: الصحراء التي لا نعرف

صورة
دينا سعد «ناقة صالحة»، حينما تقرأ الاسم تظن أن هناك رمزًا ما. قبل اقتناء الرواية قد تظن أن هناك إسقاطًا لقصة نبي الله صالح وناقته، وأن هناك ربطًا لأحداث قوم صالح بتلك الرواية. ربما تدور أحداث الرواية عن قوم طغاة يقتلون البراءة والنقاء مثلًا؛ لكن ولا أي من تلك التكهنات صحيح. ما أن تُمسك بالرواية وتتناول صفحاتها الأولى ستعرف أن الأمر أبسط من ذلك بكثير، وأن العنوان مباشر وواضح وضوح الشمس في كبد السماء: هناك ناقة، وهناك صالحة؛ ليس أكثر . بعدما تجتاز لغز العنوان وتظن أنك فطن وأن الأمر يسير ستصطدم بعقبة أخرى: ألا وهي اللغة. في بادئ الأمر ظننت الكاتب يستخدم لغة قبائلية أو بدوية أو ما شابه؛ فصرت أبحث عن معاني بعض الكلمات في معجم عربي، وكانت المفاجأة أنها كلمات عربية فصيحة! أيُّ عربية تلك التي لا أعرف وقد كنت أظنني أستطيع فهم جميع مستويات اللغة المستخدمة في النصوص المُعاصرة وحتى القديمة، إلى أن قرأت «ناقة صالحة» التي ذكرتني لغتها بلغة المعلقات التي تبدو عتيقة مهجورة هناك على أستار الكعبة منذ ما يزيد على الألف عام؛ لكن رغم غرابتها تبدو جذابة، وقورة، تشبه بيئتها الصحراوية الجافة و