المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٢

ليس للمثقف كلمة!

صورة
سعود السنعوسي - القبس إن ما يحدث في الكويت ليس بالأمر الهيِّن. اختلف الناس، مع وضد، واتفق كلا الفريقين على أن الكويت تمر في أسوأ أزماتها. سمو أمير البلاد قال: «البلد كادت أن تضيع». الأفراد والنقابات والتيارات والحركات السياسية كان لها موقف واضح. أصحاب الرأي وكتاب الأعمدة والناشطون في شتى المجالات سجّلوا مواقفهم، رجال الدين الذين يجمعهم كتاب واحد تعددت آراؤهم، والناس.. الناس الذين ودّعوا أهليهم عازمون على زيارة بيت الله الحرام: «سنرفع أكفنا لله أن يحرس الكويت». والسؤال المُر هو: أين دور المثقف الكويتي من كل ما يجري حوله؟! البلد يا سادة في أزمة تجاوزت خطورة خروج الناس ضد قرارات السلطة، وها نحن اليوم نرى مواطنا ضد مواطن، أحدهما يخوِّن الآخر.. يقصيه.. يلغي وجوده. وفي الوقت الذي نتابع فيه حتى الأطفال والمراهقين في «تويتر» ينظّرون ويتداولون، طيشا، السياسة بآراء غير مسؤولة، لا نجد في الطرف الآخر سوى صمت المثقف وانكفائه على ذاته وكأنه في عالم آخر! كنت على يقين، أثناء توقفي عند الصفحات الثقافية في صحفنا اليومية، بأنني سأقرأ بيانا أو كلمة من رابطة الأدباء (الكويتيين)، من

"ساق بامبو" السنعوسي

صورة
بقلم: أحمد الصراف - القبس تم النشر في 2012/10/21 ولد آرثر كونان دويل، الطبيب والكاتب الأسكتلندي عام 1859، ومات عن 70 عاماً، واشتهر بكونه مكتشف شخصية التحري الشهير شارلوك هولمز، وقد لاقت رواياته في بداية القرن العشرين رواجاً كبيراً، فاقت شهرة بطلها هولمز شهرة خالقها، فقام المؤلف بالتخلص من تلك الشخصية بتدبير نهاية لها! ما لم يتوقعه هو درجة ردة فعل القراء، الذين هجموا على بيته وأتلفوا محتوياته احتجاجاً على إنهائه لحياة بطل رواياته، وهنا اضطر دويل للتصريح بأنه سيعيد شخصية هولمز للحياة في رواية قادمة، وقيل وقتها إنه شعر بالسعادة لردة فعل الجمهور بالرغم من خسارته مادياً واضطراره لكتابة قصة جديدة رغماً عنه، ومصدر سعادته شعوره بأنه نجح في إيهام القرّاء بحقيقة وجود شخصية شارلوك هولمز الخيالية، التي استولت على مشاعرهم! تذكرت تلك الحادثة بعد أن سمعت ما كتبه البعض من نقد لرواية سعود السنعوسي الرائعة «ساق البامبو»، وكيف نسبوها للفلبيني هوسيه ميندوزا الذي ورد اسمه على الصفحة 7 مع اسم المترجم واسم مدققة الترجمة! وأعتقد أن مؤلف الرواية الحقيقي، أي السنعوسي، ربما شعر بنفس شعور دوي

لغة الأشياء / الأناناس لا ينمو في الصحراء!

صورة
بقلم: باسمة العنزي - الراي   «صمت الآخر، أحيانا أشد رعبا من نطقه بحقيقة لا نود سماعها. الصمت على هذا النحو، يفتح باب احتمالات مرعبة قد تتجاوز ما نخشاه».* * في رواية (ساق البامبو) لسعود السنعوسي بوح متواصل للحقائق التي لا نميل لتصديقها عن أنفسنا ومجتمعنا.بالإضافة لطرح جدي لأزمة الهوية عبر قصة البطل النصف كويتي النصف فلبيني، هوزيه أو عيسى لم يكن سوى حلقة وصل مركزية لأشخاص عانوا أزمة هويتهم الخاصة بشكل أو بآخر، فغسان وميرلا و ميندوزا والمرحوم راشد ليسوا سوى شخصيات غلف حياتها الاختلاف بطبقة عازلة حاجبا عنهم السعادة والسلام في عالم يغص بالمفارقات. « أمام ثلاثة خيارات كنت. اما أن أكره نفسي لما جلبته لعائلتي، أو أن أكره عائلتي لما فعلته بي، أو أن أكرههم فأكرهني لأنني واحد منهم».* عيسى ابن الثامنة عشرة الذي غادر الفلبين لبلاد أبيه لم يصدم من الرفض بقدر صدمته من الاختلاف الشاسع بين بيئتين. كل محاولته التكيف باءت بالفشل، وكأن طاقة النفور القوية تملك القدرة على اقصاء شاب لم يحلم بأكثر من وطن صغير وعائلة طيبة. الرواية مليئة بالتفاصيل المذهلة جغرافيا وتاريخيا خصوصا في الجزء الأول