المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٢

ساق البامبو.. مساحة كبيرة للحلم

صورة
بقلم: محمد جواد عبدالجاسم من بين صفوف البامبو التي اتسقت بنظام جميل، والتي أصبحت صورة لغلاف رواية سعود السنعوسي، كانت لي المتابعة، والتي من خلالها رافقت سعود طرقه وأزقته حتى عاد بي يوم وقفت مشدوداً إلى رواد معبد ياباني زرته، هكذا جعلني سعود الهث وراءه   وهو ينقلني من صورة إلى أخرى وهو يتابع بئيتين مختلفتين، يرسم الصور، يمارس الطقوس، يأكل ويشرب، جعلني جزء منه إذا لم أكن مرافقه. للذين سنحت لهم الفرصة وزاروا دول شرق آسيا سيجدون أكثر وضوحاً بل صورة ناطقه لتلك الطبيعة الخلابة، كما أنه وبنفس الوقت يصور لك الصوب الآخر من الحزن والألم والعبودية. فعندما ترتطم أنت بجدار المسحوقين وتقف مشدوداً أمام طوابير المستعبدين جنسياً لا تملك إلاّ الحقد على تلك العبودية التي يمارسها المال أو شهوة ذلك المتمنطق بالديمقراطية وشهادات حقوق الحيوان قبل الإنسان، فذلك العجوز الهرم الذي ترك بلاده الملئ بكل عهر، وبعد أن نبذته مدينته وصار من الهزال لا ينفع حتى لتحريك ساكن جاء ليصبح دون جوان زمانه أمام هؤلاء المعدمين، الذين يشكلون طوابير صباحية كي يقضوا حاجتهم في حمام واحد. أنها العدالة الأوروبية ووفرة المال

طفل الكويت الجميل

سعود السنعوسي إ لى كل من لا يعرفني.. أنا طفلٌ ،  كُتِبَ  في قصيدة قبل ما يربو على العشرين عامًا ، ولا أزال . تحررتُ من الأوراق والحروف. خرجتُ  من القصيدة للتوِّ ، وإذ بالحال لا تشبه تلك التي كانت في ما مضى ،   أ وفي.. القصيدة إياها. كويت يا كويت.. لحرية الرأي فيك تراث طويل.. وطفل المحبة بين ذراعيكِ طفلٌ جميل.. وزرع العروبة فيكِ قديم.. كهذا النخيل.. فظ لّي كما كنتِ.. قلبا كبيرا.. ونجما منيرا.. وكوني الوسادة للمتعبين.. وكوني المنارة للضائعين.. وكوني كأ ية أمٍ.. تعانق أولادها أجمعين ( * ) ها أنا وقد عرفتكم بنفسي. طفلٌ  جميلٌ بين ذراعيّ الكويت، أو هكذا كنتُ  وقت كتابة القصيدة . ما كنت لأتركها لولا الرائحة التي أزكمت أنفي،  والدخان الذي أحرق عينيّ،  والضجيج الذي أقلق راحتي.  وجدتني هناك، بالقرب من الساحل، وإذ بالكويت ليست الكويت لولا أبراجها التي حالت دوني ودون عدم التصديق.  كنت وحيدا رغم أن الكويتيين حولي ألوفا. كنت خائفا رغم أن قوات الأمن تنتشر في كل مكان. أجري لاهثا بين الحشود  لا أدري بمن أحتمي. أتساءل: "أين أنا؟". تجيبني الأبراج: "هنا".  أه

لماذا يا غراب أرشدتهم؟!

صورة
تم النشر في 2012/10/30 سعود السنعوسي   «صوت أول» ماذا لو أني، حول نفسي، لا أدور.. أحدّق في الفضاء البعيد ثابتة.. كم نيزك يغريه انشغالي.. يخترقني.. منذ تفتّق سؤالي وأنا.. لا أفكر في الكّفِّ عن الدوران.. انتبه إلى كل جسم يقترب.. وإن تسلل، مشتعلا، خلسة.. أدرتُ له خدي الأزرق.. ينطفئ فيه.. ماذا لو أني أوقف دوراني.. أنتبه، يوما، لما يجري في الداخل! «صوت ثان»   كل هزّة سببها جسدٌ ووري، ظلما، في باطني.. لعله، باهتزازي، يستفيق.. أو لعلي إلى سطحي ألفظه.. يلتقي روحه الهائمة قبل أن تعرج إلى السماء.. يتحدان.. تتحفّز إصبعه تشير إلى القاتل.. يُقتل.. يُحشر في باطني.. أهتز.. ألفظه ليلتقي روحه.. يحيا.. ليُقتل من جديد.. لماذا يا غراب أرشدتهم؟ حلّقت في سمائهم بثوب الحداد.. تفتعل حزنا.. وأنت المتواطئ.. وأنا المتسترة غصبا.. لا حول لي سوى زلازل احتجاج .. لولاك لأزكمت أنوفهم روائح قتلاهم.. أو لعلهم يضرمون النار فيها.. يحاصرهم دخانها.. يخنقهم.. ثم على سطحي، بجرمهم،