المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٩

«ناقةُ صالحة» لسعود السنعوسي... قصة حب صحراوية

صورة
أحمد مجدي همَّام تجربة صغيرة قام بها الروائي الكويتي سعود السنعوسي (1981)، في مفتتح روايته الخامسة "ناقةَ صالحة" الصادرة حديثًا في طبعة مصرية مشتركة بين "تنمية" و"الدار العربية للعلوم ناشرون"، عندما جعل العنوان الفرعي "الوصول أكثر مشقة من الرحيل" يتكامل مع الجملة الافتتاحية : "..قال الشيخ لصبيه الأجير ..". مع كل صفحة كان بيت الشعر الشهير للمنخل اليشكري: "أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري" يرد على بالي، متماسّاً بشكل مباشر مع مسار الرواية، التي تحكي الوجه الآخر لحكاية الشاعر الكويتي دخيل بن أسمر (1880 – 1979) وحكاية قصيدته الشهيرة "الخلوج" وقصة الحب التي جمعته بابنة خاله صالحة آل المهروس .. بادية غرب الكويت شرق إمارة جبل شمّر، حيث قبائل التخوم التي قد تنقسم في الولاء بين داعمين لحلف آل صباح وآل سعود في معركة الصريف (1901) ضد آل الرشيد، وتنقسم وانقسمت فيما قبلها وبعدها من معارك، وفي تلك البيئة القاحلة ذات الأعراف الأمضى من القوانين، يُتهم الشاعر دخيل بن أسمر بالتغزل في ابنة خاله وهجاء عمها، بقصيدة

«ناقةُ صالحة».. أسئلة الحب والغربة

صورة
محمود عبدالشكور رواية قصيرة تستلهم حكاية صنعت قصيدة أودعها كاتبها حنينًا إلى وطن ومحبوبة لن تعود، يضع الواقع البذرة، ويستكمل الرواة الحدوتة الشعبية، ويحفظون القصيدة، ويجد كاتبًا نابها فى القرن الحادى والعشرين، فى كلِّ ذلك، ما يطرح أسئلةً كثيرة، فيصنع قصته عن الحب والفراق، والغربة فى الوطن وخارجه، وعن الشاعر الذى سجن، والقصيدة التى حلّقت بأجنحة الحرية . أتحدث عن رواية «ناقة صالحة» لسعود السنعوسى، وقد صدرت فى طبعتها المصرية عن الدار العربية للعلوم و(مكتبة تنمية)، تستعيد الرواية قصة حب ضائعة، وحكاية شاعر مغترب، ولكن الكاتب يجرد الحكاية الشعبية من أساطيرها، لعله أراد أن يقول إن أسئلة الحكاية متكررة، وهى أيضًا أسئلة ملموسة وواقعية ومعاصرة . أبطال سعود السنعوسى مغتربون بمعنى ما، حتى لو كانوا من أهل المكان، هم مختلفون فكرًا وسلوكًا عن غيرهم، وهذا سبب من أسباب اغترابهم، ودخيل بن أسمر بطل «ناقة صالحة» وهو شخصية حقيقية، وشاعر معروف، جاء قديمًا إلى إمارة الكويت مظلومًا مطاردًا من قومه، حكاية حبه لم تكتمل مع ابنة عمه صالحة، التى زوجوها لابن خالها. الشاعر العاشق، الذى كان يمكن

ناقةُ صالحة: تعبير السنعوسي عن التراث

صورة
رواية ناقة صالحة ضُحى صلاح طُرحت قبل عدة أيام الرواية الجديدة للكاتب الكويتي الشاب سعود السنعوسي تحت عنوان "ناقةُ صالحة"، وصدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون، ثم تلتها الطبعة المصرية بالتعاون مع مكتبة "تنمية ". فور صدور رواية سعود أصبحت حديث القرَّاء، أحبها البعض وكرهها البعض الآخر وقال البعض إنه يحاول نسخ أسلوب إبراهيم الكوني، لكن قبل الدخول في تلك التفاصيل دعونا نُعرفكم بـ"سعود السنعوسي ". منه هو سعود السنعوسي؟   سعود السنعوسي سعود السنعوسي هو روائي وكاتب كويتي من مواليد 1981، فاز بعدد من الجوائز الأدبية أبرزها الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها السادسة عن روايته "ساق البامبو" عام 2013، التي حصلت بدورها على جائزة الدولة التشجيعية في الكويت عام 2012، له عدد من الروايات المميزة مثل "سجين المرايا" و"فئران أمي حصة" و"حمام الدار"، كما تُرجمت بعض أعماله لعدة لغات مثل الإنجليزية والإيطالية والكورية والصينية . ما الذي يقدمه سعود السنعوسي في عمله الجديد؟ " للإبِل ط

ناقةُ صالحة

صورة
رواية ناقة صالحة «ناقةُ صالحة» هي خامس أعمال الروائي الكويتي سعود السنعوسي، وقد صدرت مؤخراً عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» في بيروت . تتخذ الرواية من بادية الكويت مكاناً جغرافياً في مطلع القرن العشرين، قبل قيام الدولة، تزامناً مع معركة الصريف، إذ ترفض القبيلة زواج «صالحة بنت أبوها» بابن خالها دخيل بن أسمر، وتُجبرها على الزواج من ابن عمها صالح ابن شيخ قبيلة آل مهروس. يَرِد خبرٌ لصالحة أن ابن خالها قد غادر الصحراء إلى إمارة الكويت بعد الحيلولة بينه وبين زواجه منها، ليقيم في الإمارة التي تناصب قبيلته العداء متنكراً باسم جديد، عازماً على بدء حياة جديدة في الحاضرة الساحلية، يعمل في رعي الأغنام . في ربيع 1901 يترك صالح آل مهروس زوجته وابنة عمه صالحة في الصحراء بصحبة ولدها الرضيع وناقتها «وضحى» ليلتحق بصفوف الهجانة ضمن رجال الكويت في غارتهم على إمارة حائل، ويمتطي جمله «ساري» إلى منطقة الصريف حيث النزاع والمعركة التي تتخاصم فيها قبيلة ابن العم وابن الخال . تتوارد أخبار الهزيمة لصالحة آل مهروس، وأن زوجها مصاب يُحتضر في إمارة الكويت شرقاً، حيث يقيم ابن خالها، وتعتزم الصبية أن

سيكولوجيّة الألوان في روايات سعود السنعوسي

صورة
كيف تحوَّل الأزرق من الأمان إلى  الوحشة؟ نسمة سمير   نسمة سمير – المحطة لا تنفصل حياة البشر عن الألوان منذ ولادتهم وحتى يفنى الكون، إنها تُعد مكونًا هامًا من مكونات الوجود، وهي ليست فقط مقياسًا للذوق واختيار الملابس، بل يمتد تأثيرها على تشكيل الشخصية والحالة النفسية، والتعبير عن الحزن والفرح والأمان والخوف، واستُخْدِمَتْ فى التعبير عن المعتقدات الدينية، وظهر ذلك جليًا فى الحضارات القديمة، حيث استخدمَ المصريُّون فى أعمالهم الفنية ستة ألوان أساسية “الأبيض – الأسود – الأحمر – الأصفر- الأخضر- الأزرق”، ولعبتِ الألوانُ دورًا كبيرًا في ترسيخ مفهوم الطبقية في العالم. على سبيل المثال، كان اللونُ الأزرق مُخَصَّصًا للطبقة العاملة، بينما يرتدي أفرادُ الطبقة الراقية اللونَ الأسود . الألوان عند سعود السنعوسي وقع أغلبنا فى فخ تعميم دلالات الألوان، حتى أصبحت قوالب ثابتة، مجرد معانٍ واحدة نستخدمها للتعبير عن أنفسنا، أو عند تفسير معناها فى حلم قد راودنا، ولكنَّ الكاتب الكويتي سعود السنعوسي لم يتبع ذلك النهج، ولم يكن التجريبُ لديه فى اللغة أو السرد أو استخدام الأحجية فقط، لكن