السنعوسي والنصرالله: الكتابة حالة انفرادية شبيهة بالجريمة

إسماعيل الفهد قدَّم تجربتيهما في ملتقى الثلاثاء

شروق الكندري
 استضاف ملتقى الثلاثاء في الجمعية الثقافية النسائية الكاتبين خالد النصرالله وسعود السنعوسي، ليتحدثا عن آليات الكتابة السردية ومعاناة الشباب في هذا المجال، وقدم الندوة الروائي والأديب إسماعيل فهد إسماعيل.

في مستهل حديثه أكد الكاتب والروائي اسماعيل فهد اسماعيل أن ملتقى الثلاثاء يعتز بالطاقات الشابة وخصوصا الكاتبين خالد النصرالله وسعود السنعوسي، اللذين لم يتشكلا تحت جناح الملتقى، ولا تحت جناح رابطة الأدباء، فقد استطاعا أن يفعلا الكثير عبر كتابتهما المميزة والناضجة، موضحاً أنه تعرف بالكاتب خالد النصرالله من خلال الشاعر دخيل خليفة الذي أعطاه كتابين لخالد، اتسما بالجرأة وبالنضج الذي وصفه بالنسبي مقارنة بالتجربة، وبسنه الصغيرة، فخالد بحسب ما جاء به إسماعيل لم يبلغ الثالثة والعشرين عندما قام بإصدار كتابيه، أما في ما يخص الكاتب سعود السنعوسي فقد ذكر اسماعيل أنه يتابع أعمدته في جريدة القبس، وهي بحسب ما جاء به تعد ضمن الأعمدة القليلة الناضجة فهي تنم عن ثقافة ورؤية وجدية، مؤكداً أنه استطاع أن يلفت انتباه اسماعيل بشكل كبير بعد أن قرأ له عاموداً أسماه إسماعيليات، إضافة إلى قراءته لروايته الأخيرة التي وصفها بالساحرة، إذ بدا تأثره بالأديبة أحلام مستغانمي واضحاً من خلالها.

مدونات

بدأ الكاتب خالد النصرالله بالحديث عن بدايته، والتي كانت عبارة عن مدونات عبر شبكة الإنترنت وكتابته في جريدة الوسط في القسم الرياضي، إذ إن دراسته الأكاديمية كانت في هذا المجال، ونبغت لديه روح أدبية جعلت الكثيرين من حوله يلتفتون إليها ويولونها اهتماماً، ومن هنا كانت البداية إذ قرر أن يشرع في الكتابة، موضحاً أن الكتابة ما هي إلا حالة انفرادية، فهو يرى أنه ليس بحاجة إلى الاختلاط بالمجموعة، وعن منتدى المبدعين أشار إلى انه لم يمانع في الانضمام إلا أنه لم يجد من يوجهه إلى ذلك، كما لم يجد من يوصله إلى كبار الأدباء والكتاب، مؤكداً في سياق حديثه أن القراء الشباب حالهم كحال الكتاب الشباب لا يجدون الجسر الذي يوصلهم إلى الأدباء، مشيراً إلى أنه ومن خلال تجربته وجد أن القارئ الشاب يبحث بدوره عن قارئ شاب، وخصوصا القارئ العادي لا النوعي، موضحاً أنه وإن كان الكاتب شاباً وفي بدايته يقفز إلى النضوج الأدبي إن صح التعبير، ومن الطبيعي ان يرتقي القارئ أدبياً إذا ظل متابعاً للكتاب الشباب. وعن موضوع الرقابة أكد النصرالله أن رقابته ذاتية فهو يعتبر نفسه مسؤولا، ولا يعطي موضوع الرقابة أهمية أثناء كتابته، موضحاً أنه لن يستطيع أن يكتب بتحرر وبإبداع اذا ما وضع الرقابة هاجساً، مفضلاً التحايل المسموح إذا ما استدعى الأمر إلى ذلك.

أما سعود السنعوسي فقد أوضح أن بدايته مع الكتابة كانت بمنزلة فضفضة عبر أعمدته الخاصة في جريدة القبس التي شبهها بالجريمة، لأنه قد أشرك القارئ في هموم شخصية لا تعنيه في شيء، من ثم قام بإعادة كتابة الرواية بما يهم غيره او شباب جيله على أقل تقدير، مؤكداً أن رحلته مع الكتابة لم يكن قد خطط لها، كما هو الحال مع الأغلبية ممن لهم محاولات وتجارب في الكتابة، أما بالنسبة إلى عدم انضمامه إلى رابطة الأدباء فأشار السنعوسي إلى أنه لم يكن متابعا جيدا، وأنه لم يبادر بالانضمام إليها، مؤكداً أن تجربته بدأت بمحيط خاص وكانت مرتبطة به وبمن حوله. ذاكراً أنه كان يظن في بادئ الأمر أن مسألة النشر قد تشكل عائقاً بالنسبة للكاتب الشاب، معتقداً في بادئ الأمر أن مسألة النشر مرتبطة بمستوى العمل إلا أنه كان مخطئاً فقد وجد أن أسهل ما يمكن أن يقوم به الكاتب المبتدئ في هذا الوقت هو نشر كتاب، مشيراً إلى أن مسألة النشر لا تكلف الكاتب الكثير من حيث المادة كما أن دور النشر بات بعضها على استعداد تام لاحتضان إنتاج الشباب، وذلك وفق شروط سهلة وبغض النظر عن المستوى الأدبي، وتطرق في حديثه إلى ضرورة إنقاذ الرواية من مصيرها الذي تسير نحوه، مشدداً إلى أهمية مد جسر يربط بين جيل الشباب من الكتاب بما سبقهم من أدباء لاكتساب المزيد من الخبرة.

نشرت في:

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدينة الأحلام

هلا فبراير .. إلى من يهمه الأمر!

كيف تغني الكويت من دون صوتها؟