المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢١

إنها فوضى المذعورين يا سيدي العفريت

صورة
  إنها فوضى المذعورين يا سيدي العفريت        يُعرف عن طبيعة الأنظمة الراسخة، بصرف النظر عن درجة صلاحها أو فسادها، تفوقها على معارضيها بكل شيء بحكم امتداد التجربة وتراكم الخبرة، وامتلاك كل أدوات إدارة الدولة وإحكام السيطرة على مفاصلها بالقانون وحفظ أمنها واستقرارها إن توفرت الرغبة . غير أن شيئًا من سابق القول غير موجود في هذا البلد العابر لمفهوم الدولة إلى مفهوم جديد وفريد حد السخف، حينما يحل المزاج الفردي محل القانون، والتعنت محل التفاوض، فيحتل الصراخ محل الحوار الذي أفضى إلى لا شيء، والمصالح الفردية محل الصالح العام، ويحل الاعتباط محل الحكمة وحسن التدبير.      ولأن واحدنا يستطيع أن يفهم سياسات كل الدول المتشظية على وجه الخريطة إلا سياسة هذا البلد الغارق في أزماته يُقيم بنيانه على كف عفريت؛ للسيد العفريت صاحب اليد المبسوطة أقول: إلى أين ستصل بنا الحال؟      الفوضى مدانة بكل تجلياتها يا سيدي، وما يتمخض عنه المشهد السياسي تحت قبة البرلمان وعلى مستوى الشارع غير مقبول، ولا يُبشر بانفراج على المدى القريب، ولا يؤدي إلى شيء إلا المزيد من الفوضى وتكريس مرحلة جديدة قوامها الصوت العالي