المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٠

في وداع عام الهشاشة

صورة
«التقطتُ لكَ صورة!». «اِحذفيها من فضلك». «لماذا؟ انظر كيف تبدو، كأنك زيوس في شبابه».        راحت تعبث بهاتفها، فتوهجت شاشة هاتفه برسالة مصوَّرة. فتحَ رسالتها فأبصرَ «زيوس» المزعوم، غير أنه ظهرَ على غير مألوف وجهه الصَّخري. تراءى بلحيةٍ سوداء وَخَطَها المشيب. خيال الإله الموتور الذي ما عرفه إلا إلهً عاجزًا يطلُّ من عليائه في قديم الأساطير، يعتلي الغيمة إذا ما غضبَ فيُطلق البرق. فأطفأ الهاتفَ على خيال الإله الهزلي وأفلت ما يشبه ضحكة. كاتبٌ يعتلي غيمة من قلق، لا حول له على غضب، فضلًا عن «كتابة» البرق.         هو يعرف هذا الوجه تحديدًا إلى أين يمضي. ولأنه يدري؛ فقد آثر صمتًا يشبه الصَّلاة وسط جلبة مزايدات سوقٍ قديم. صمتٌ يشبه ميثاقًا غير مُشهر مع الحياة. يشبه هدنة مع اليأس الحائم في الجوار. هدنة يعبِّئها حزنًا شفيفًا لئلا تغري يأسَهُ مساحةٌ شاغرةٌ في الرُّوح، فيستأنف اليأسُ معركةً ليست متكافئة القوى، فيحتلُّ في الرُّوح مساحة مُغرية صغيرة نفذت بسلامها من نكد العيش. يستوطنها غصبًا مثلَ كل الغاصبين، ولا يَني يتمدَّد مثل الدَّمامل حتى يُقيم في الرُّوح دولة. لا شيء في الروح، لا شيء،