المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٣

قراءة سياقية في رواية (ناقة صالحة)

صورة
  أ.د/ فايزة أحمد الحربي تحمل رواية ناقة صالح للروائي الكويتي سعود السنعوسي من العمق ما يمثل الوعي المجتمعي بتاريخه وموروثه الشعبي، فأقام الكاتب وعيه الفكري في مقاربة النصوص وفق زمن تاريخي يحكي قصص حياة البادية منطلقاً من (ديار صالحة). والرواية لا تحمل قيمتها في الحدث بقدر ما ورائياته التي هي سبيل الكاتب لتصوير حياة البدوي والنظام القبلي الذي يحكمه بجوانبه الاجتماعية وأعرافه وأحكامه. فالرواية بدءًا من عنوانها تتناص مع قصة النبي صالح خاصة، إذ إن الناقة لقبت بـ(ناقة صالحة) نسبة لبطلة القصة كما يُنبئ الحوار الروائي حقيقة بهذا الملمح الديني "أطلت النظر إلى وضحى أحبتها أم دحام بعد أن أطلق عليها القوم لقب ناقة صالحة، عسى أن يمنحها الله بركة ناقة صالح." (الرواية: 56). وفي قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}. (سورة هود64) وقد ورد في الأثر أنه لحق بناقة النبي الأذى؛ إذ تآمر عليها قومه وعقروها وتقاسموا لحمها مع لحم فصيلها، فكان مصيرهما الهلاك. فما البعد الذي