المشاركات

عرض المشاركات من 2022

سعود السنعوسي.. حمام الدار

صورة
  د.وفاء شعراني*      في قصةٍ يرويها على وتيرةٍ عاليةٍ من مهارة التعقيد، ربما كان السنعوسي يريد القول بأنه لا يمكن التفكير دون تخيُّل، وأن المخيّلة هي نتيجة علاقة الحواس بالعالم المحسوس ، احتمالٌ أول يتبعه احتمال ثان مرتبط بالعهد االقديم ، والعهد القديم أسفار ، في ” حمام الدار “، العهد القديم ، صباحات تتوالى مثقلة ببحث مشكلة العقل حيث اتت في النص متداخلة مع سيكولوجيا الادراك لطرح سؤال عن ماهية العقل وتلك العلاقة بين المشاعر والمكوّنات الإدراكية للعقل. في هذين الاحتمالين طموحات عالية الوتيرة أيضاً اضافة الى وتيرة التعقيد، فالتوغل بحساسيةٍ خلف الأحداث، وكتابة تتسم بكثافةٍ استعارية في لعبةٍ ذهنية باشرها الكاتب بتقديم ذاته الخلاقة في محاولة الهروب من التورط في حقيقة القصة ، يقدّم الصور ويؤخّرها في أمكنةٍ محدودة، عنده هنا لا ارتباط للزمان بالاشياء الحسية ، زمانٌ مطلق ، يريده واحدا ، ايا كان ادراك القارئ ، فلا يبدو الزمان الروائي مرتبطا بالحركة لكنه يشكل واقعا مستقلا عن اي واقع من وقائع الرواية ، ويمكن قول الشيء ذاته بالنسبة للمكان إذ لم يتقدّم به ناتجاً عن تجربةٍ خارجية ، لم تفرض الأحداث ال

“حمام الدار” لسعود السنعوسي رواية التشظي ونار الفقد وضياع الهوية أم ماذا؟

  زينب إسماعيل ما الذي يريد قوله سعود السنعوسي من خلال روايته “حمام الدار”؟ وما الذي يفعله سعود السنعوسي بقارئ الرواية؟   منذ مطلع النص يحار القارئ من أين يلتقط محار المعنى وسحره المتخفي في ثنايا السطور، أيلتقطه من غرائبية العملية السردية المتشظية، أم من هيمنة المؤثرات البصرية التي تُظلّل الرواية، بدءًا من لوحة الغلاف والعتبات النصية وصولًا إلى نهاية العملية السردية .   هل تقصّد سعود السنعوسي أن يرثي نظرية “موت المؤلف” لنراه يتألّه على عرش سردية روائية يستدعي من خلالها القارئ وشخوص الرواية معًا إلى غرفة صغيرة ودكة نافذة مفتوحة على السماء، يُلغي فيها معالم الزمان والمكان، يتفحّص الملامح المتوترة لشخوص الرواية في حضرته، يمنح تلك الشخصيات سمات وملامح لم تكن موجودة، يُزيل شامة من وجنة عجوز متصابية، لكنه يقف عاجزًا عن إنهاء حياة عرزال إبن أزرق تلك الشخصية المضطربة التي لم يعرف الكاتب من أين أتت، واضطرابها لم يمنعها من أن تنتفض على الراوي فلم تُذعن لقرار الانتحار الذي ارتأه لها، لكنها تقوقعت في دهاليز اليأس والعجز والكآبة، فبدت وكأنها أرادت الموت على طريقتها، أوليس العجز المفرط وجه