المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٠

«صندوق مبيّت» اسمه عبداللطيف البنّاي

صورة
عبّر عن حبه للوطن بلسان أهل البحر وأهل الصحراء كل بطريقته سعود السنعوسي: التطور سنة من سنن الحياة، والتغيير أمر حتمي لمواكبة مستجدات الزمن، ولتحافظ الأشياء على قيمتها، بعض الأشياء، في بعض الأحيان، لا بد لها أن تتنازل عن بعض خصائصها، ولكن، هذا ليس دائما. للكلمة دلالة، ولا يوجد كلمة بغير معنى، فاذا ربطنا مجموعة من الأحرف بشكل عشوائي من دون أن يكون لها معنى أو دلالة فلن نستطيع أن نسمي تلك الأحرف كلمة. في بعض الأحيان تحمل الكلمة معاني كثيرة، ولكن وقعها وتأثيرها على المستمع يتفاوت بين شخص وآخر، وهنا يأتي دور اللهجة، وهي التي تمنح الكلمة خصوصية تدعم المعنى، وتميزها عن باقي الكلمات «الباردة» التي نستمع إليها في القصائد والأغنيات في أيامنا هذه،وإذا ما جئنا للحديث عن القصائد الغنائية المحلية تتبخر أسماء الشعراء ولا يتبقى سوى القليل، ومن هذا القليل اسم لا بد أن أتوقف عنده، عبداللطيف البناي، هذا الشاعر الجامد المعتق الذي لا يتطور، جموده ووقوفه عند زمن معين زاده قيمة، وتخلفه عن بقية الساعين الى التغيير ميّزه عن غيره. فيما يتسابق البعض للبحث عن كلمات جديدة دخيلة يتداولها الشباب في الشارع، يمض

بين خجلنا وذنبكم!

صورة
سعود السنعوسي: الإبداع والجمال يدمرهما الإهمال، وفيما كنت أحسب ان الدولة تحارب كل ما يتعلق بالثقافة والفنون، اتضح لي ان شيئا من هذا غير صحيح، فالإبداع ليس بحاجة إلى حرب تدمره، فالأمر أبسط من ذلك، لأن الإهمال وحده كفيل بتدميره، فلك أن تتخيل لوحة فنية مهملة، داخل كيس أسود، في خزانة قديمة، أو قصيدة في ديوان شعر ملقى على رف حاصره الغبار، أو مسرحية ظلت حبيسة الأوراق، لم يجد طاقمها داعما لهم ليفجروا طاقاتهم إبداعا على خشبة المسرح، فأين هي القيمة في كل تلك الأشياء، أو كما يقول توفيق الحكيم: «ما قيمة الموجود إن لم يكن معلوما؟». ليتهم، هنا في الكويت، يحاربون الإبداع، لأن الحرب تشتعل لتغيير وضع قائم، ومتى ما قامت الحرب على الإبداع أيقنا بوجوده، واستشعرنا قوته وخطورته على البعض، ولكنه الإهمال، كم هو محبط ومخيب للآمال. إذا ما تحدثنا عن دور الدولة في هذا المجال فاننا نتحدث عن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولا أود أن أنسف إنجازات المجلس منذ نشأته في دعم كل ما يتعلق بالثقافة والإبداع، فحالة الإحباط التي تنتابني، وأنا أكتب هذه السطور، لا تبرر لي إغفال إنجازات المجلس في زمن ما، ولكن، لا

حين يرفض "طالب" أن يكون "أستاذا"!

صورة
سعود السنعوسي: ما أحوجنا، نحن الشباب، إلى أشخاص مثله، لم يزده مشواره الطويل إلا تواضعا، وشعورا بالمسؤولية تجاه الغير، ليس من خلال ما يكتب فقط، بل من خلال تعامله وخبرته اللذين يقدمهما لنا على شكل نصائح، وان كانت قاسية أحيانا، فان القسوة تأتي بدافع الحرص والحب والإيمان بدور الشباب ليس إلا. صوت الوطن قرأت له ذات يوم في مقالة «همّ الشباب الكويتي المثقف» يقول في ختامها: «الشباب صوت الوطن الأجمل»، وتخيلتني أقف أمامه أشدو بصوتي كما يقف المتسابقون في برامج مسابقات الأغاني أمام لجنة التحكيم، لأتأكد من ان صوتي، كما يقول، هو «صوت الوطن الأجمل» وما كان صوتي سوى كلماتي التي أكتبها كغيري من الشباب، محتفظا بها في آخر المطاف داخل درج المكتب، متورطا معها، إظهارها للعلن أمر يقلقني، واحتفاظي بها داخل الدرج أمر يحبطني. فكرت في الاقتراب منه، سعيا للحصول على نصيحة ورأي في ما أكتب، ولكن، الاقتراب من المثقفين، أحيانا، أمر مقلق بحق، خصوصا ان بعضهم قد أحاط نفسه بهالة يصعب اختراقها، مما ضاعف حجم الهوة بيننا وبينهم، تشعر أنك تعرفهم حق المعرفة من خلال متابعتك لكتاباتهم، وبمجرد أن تلتقيهم وجها لوجه، تكتشف ا

ما يرفضه الواقع .. يحققه الخيال!

صورة
سعود السنعوسي: "الخيال أهم من المعرفة، المعرفة محدودة في حين أن الخيال يشمل العالم"، هذا ما قاله آلبرت انيشتاين، وما أؤمن فيه صدقا، لأن الخيال يقف وراء كل عمل إبداعي، فالمقالة التي أحيكها الآن كانت، قبل قليل، عبارة عن خيوط متشابكة في خيالي، أعدت ترتيبها لأصنع منها مقالة، والفيلم السينمائي والمسرحية واللوحة الفنية والأغنية والرواية والنظريات العلمية وكل شيء كان في بدايته فكرة غير واضحة المعالم في مخيلة أصحابها، تتبلور شيئا فشيئا لتظهر بشكلها النهائي بصورة عمل إبداعي. والأفكار الجميلة، شأنها شأن الأشياء الجميلة الأخرى في بلادي، موجودة، ولكنها، ولظروف ما، غير مرئية، حبيسة العقول، وهذا ما يشعرنا بالإحباط لأن لا قيمة لها، "فما قيمة الموجود ان لم يكن معلوما؟" كما يقول توفيق الحكيم. نحن نشعر بالإحباط حين نعجز عن اخراج ما في مخيلاتنا إلى أرض الواقع، ولكن، يجب ألا يسوقنا إحباطنا هذا إلى اليأس والتوقف عن ممارسة حقنا في التخيّل، بالنسبة لي على الأقل، فمخيلتي تفيض بالأفكار إلى درجة ضياعها ان لم أسجلها في ورقة تذكرني بها في وقت لاحق، وما هذه الورقة سوى شهادة ميلاد لعمل إبداع

لا بد أن نشعر بشيء ما!

صورة
سعود السنعوسي: اسمه كولن ويلز، تجاوز الستين من عمره كما يبدو، بريطاني يعمل في الكويت. سأل أحد الأصدقاء ذات يوم: ماذا تعرف عن متحف طارق رجب؟ أجابه الصديق بسؤال: أين يكون هذا؟ عاجله السيد ويلز بسؤال آخر: هل أنت كويتي؟ وأجابه الصديق مؤكدا بنعم، رفع السيد ويلز حاجبيه للأعلى وقال: لا بد أن تشعر بالخجل! ثم التفت إلى صديق آخر كان يجلس إلى جانب الأول، ووجه له السؤال نفسه، وما إن أجابه بعدم معرفته، وبأنه كويتي هو الآخر، حتى وجّه له السيد ويلز سبابته مكررا: لا بد أن تشعر بالخجل! ثم التفت نحوي، ولكنني عاجلته بالجواب قبل أن يسأل: هو متحف أهلي في منطقة الجابرية يضم مجموعة من التحف والمخطوطات التي يعود بعضها إلى فترة ما قبل الإسلام. ابتسم السيد ويلز وقال: ممتاز! ثم قلت له مازحا: بالمناسبة أنا كويتي! ضحك، ثم سألني عن آخر مرة زرت فيها متحف طارق رجب، فقلت له انني لم أقم بزيارته حتى هذه الساعة لكنني حتما سأفعل. مط شفتيه، ثم ضرب الهواء أمام وجهه كأنه يبعد ذبابة: لا بد أن تشعر بالخجل أنت الآخر! قال انه كان يود أن يشاركنا تجربته، ولكن أحدا منا لا يستحق! إذا كان السيد ويلز يرى في جهل بعض الشباب لمتحف