المشاركات

عرض المشاركات من 2014

المراوغة السردية في رواية البوكر بين الكلاسيكية والحداثية

صورة
      ممدوح فرَّاج النَّابي   عبر حيلة سردية تجمع بين الكلاسيكي والحداثي يعمد المؤلف الشَّاب، سعود السنعوسي، في روايته «سَاق البامبو» الحاصلة على جائزة البوكر 2013، إلى طرق المسكوت عنه في مُجتمع تحكمه الأعراف والمواضعات الاجتماعيّة، يئن بمشكلاته الداخلية وأوجاعه، مُتَسلحًا بتقنية شكلية سمحت له بتمرير ما يريده دون التعرُّض للمساءلة؛ لما يتطرق له من نقدٍ للأوضاع السياسية التي كانت مسيطرة أثناء الثمانينيات والتسعينيات، وحالة العداء الشديد للحرية، ومصادرة الآراء، ثمّ المأساة التي فجعت الجميع باحتلال الكويت، والآثار المترتبة عليه (ها)، بالإضافة إلى السُّخرية المريرة من واقعٍ، يظنه البعض فردوسا وهو في الواقع أقرب إلى الجحيم. مرَّر كل هذا عبرَ حكاية مسرودة سردا كلاسيكيا عن عائلة كويتية (أسرة عيسى الطاروف)، وعلاقاتها الاجتماعية، ونظرتها للمخدومين الذين يعملون لديها، وموقف ربة البيت غنية من علاقات أبنائها، وسعيهم لاختراق تلك المواضعات والأعراف التي تُحييها الأم، ولا تتنازل عنها، في رغبة منها للحفاظ على السُّلم الاجتماعيّ الذي ورثته العائلة. وقد عمد لتمرير حكايته إلى الكثير من الحي

غيمة ماطرة تستحضرها أرض بكر

صورة
بقلم أيمن العتوم مقدِمة: كما لو كنتَ مُهيّأً لدمعةٍ قادِمة بفعل شوقٍ داخليّ وحنين جارف ، وكما لو كان القلب ليس في مدى اختلاله مُلكًا لك فيهتزّ مثل جناح عصفورٍ في ليلةٍ شتويّة قارسة ، وكما لو كان الوجع حاضرًا في كلّ حينٍ ، ومرتسمًا في ثنايا كلّ عبارة ، ومختبئًا تحت رفّة كلّ حرف ، وكما لو كنتَ مستعدًّا لأن تتخلّى عنك لتتشكّل بوجوهٍ عدّة ، وأرواحٍ متعدّدة ، وهيئاتٍ مُتباينة ، وكما لو كنتَ غيمةً ماطرة تستحضرها أرضٌ بِكرٌ مُجدِبة فيحدث التّلاقي الّذي يُعيد الحياة إلى الأرض بفِعل الكرم الفِطريّ في الغيمة . مثل هذا كلّه هو ما يحدث لِمَنْ يقرأ رواية الكويتيّ: (سعود السنعوسيّ) البديعة: (ساق البامبو). مُلخّص: الرّواية تتحدّث عن شخصيّة بطلها: (هوزيه) أو (خوسيه) أو (عيسى) الّذي يُولَد في الكويت لأبٍ كويتيّ هو (راشد) ، وأمّ فلبّينيّة هي (جوزافين) كانت تعمل خادمةً في بيتِ أهل زوجها ، تنشأ بينهما علاقة المُستمِع بالمتُحدّث ، تُصغي المرأة ويبوح الرّجل بما لم يتمكّن ربّما من البوح به حتّى لأقرب النّاس إليه: (أمّه)، فتنشأ بينهما علاقة حُبّ صامتة، تتُوّ

مراسلنا في القدس

صورة
سعود السنعوسي نصير فالح، مراسلنا في القدس، أعني مراسل تلفزيون الكويت هناك. أحد أصدقاء زيارتي القصيرة إلى فلسطين. هل تسمعني؟ هل تقرؤني؟ جنون الخبر دفعني لأن أمسك بهاتفي أزمع مهاتفتك. أسألك: هل صحيح خبر موتك؟ ! ولكنك لن تجيب. أجابتني صورتك في هاتفي صمتا. أجابني الأصدقاء نيابة عنك : الله يرحمه . كنت تسرق الوقت، في كل استراحة أثناء التصوير، تبعد المايكروفون. تحكي لي عن زيارتك الأخيرة إلى الكويت. عن أصدقائك هناك. عن مطعم السمك في المباركية وطبق الزبيدي وعن البحر وشارع الخليج. وعدتني بزيارة أخرى شريطة أن أكون في الكويت . كنت، كغيرك من الفلسطينيين الذين غمروني بمحبتهم، أثناء عناقك، أحدّثني : " لا أريد سماع خبر استشهادك.. أريد لك حياة تليق بك في وطنك". فكرة الموت مرعبة بالنسبة لي، هيّنة، ربما، بالنسبة لكم، في وطن يتداول فيه الناس كلمة: "استشهد" كما يتداول كلمات يومية: "أكل.. شرب.. ذهب إلى العمل .. نام..". كنتم تتحدثون عن يومياتكم. كنت أحصي تكرار الكلمة: "قبل استشهاد نضال.. لم يكن نادر قد استشهد.. في الوقت الذي استشهد فيه مازن"، حتى

السنعوسي في ضيافة محمود درويش فبراير المقبل

صورة
  تستضيف مؤسسة محمود درويش الروائي الكويتي سعود السنعوسي ضمن ندوة أدبية في العاشر من فبراير المقبل للحديث عن روايته "ساق البامبو" الحاصلة على الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" بنسختها الأخيرة. ويتحدث السنعوسي عن إصداره المتوج بجائزة "البوكر" متتبعاً الظروف التي دفعته إلى كتابة تجربته السردية المفعمة بالإنسانية، والمعروف أن السنعوسي عقب اقتناص الجائزة حصل على تكريم من جهات ثقافية منوعة، وتمت استضافته في ندوات داخل الكويت وخارجها. ومن جانب آخر، انتقد بعض الكتاب عبر صفحاتهمعلى موقع "فيسبوك" عدم تخصيص ندوة أدبية للروائي سعود السنعوسي ضمن الأنشطة الثقافية والفنية التي تحتضنها جمهورية مصر العربية بمناسبة اختيار الكويت ضيف شرف لمهرجان القاهرة للكتاب لاسيما أن الوفد المشارك في مصر تضمن مجموعة من الكتاب والأدباء وفي مقدمتهم الأديب إسماعيل الفهد وليلى العثمان ود. محمد الرميحي وطالب الرفاعي ود. علي العنزي ود. عبدالملك التميمي والشعراء علي الفيلكاوي وسالم الرميضي وعلي مساعد. يذكر أن مؤسسة ومتحف محمود درويش تعمل على الحفاظ على تراثه الثقافي والأدب

عقل ملوي الثقافي يناقش "ساق البامبو"

صورة
  روبير الفارس   "عيسى، أو هوزيه، أو خوزيه، لم يعد يهم اسمك، أو معتقدك، فأنت "عيسى".. ذلك الإنسان المجرد الذي جعلك السنعوسي تماماً كـ "ساق البامبو" ليدق بك ناقوس الخطر حول الكثير من المشكلات التي تمر بالإنسانية بشكل عام، والشرق الأوسط والكويت بشكل خاص، مشاكل تتعلق بالهوية وتقبل الآخر وعادات وتقاليد فرقت ولم تجمع"         بهذه الكلمات بدأ "حماده زيدان" قاص وروائي مناقشة رواية "ساق البامبو" الحاصلة على جائزة البوكر لعام 2013 للكاتب الكويتي "سعود السنعوسي" تابع زيدان الرواية في مجملها تتميز بالطابع الإنساني، ويبحث فيها الكاتب عن الإنسان المجرد عن طريق عيسى الذي ولد لأم خادمة فلبينية وأب كويتي تشاءمت الجدة فتركت الأم الكويت وسافرت إلى الفلبين تربى "عيسى" كهوزيه وكبر هناك ثم عاد ليبحث عن جذوره حتى لا يصبح ساقاً للبامبو..!! أعرب "سفيان صلاح" شاعر عن سعادته بالعمل، خاصة العنوان الذي أكد أن الكاتب قد وفق فيه كثيراً لأن نبات البامبو يختلف عن غيره من الأشجار بقدرته على التعايش والان