حمام الدّار لسعود السنعوسي



"رواية تقطعت أوصالها لتجتمع فيما بعد"

بقلم: نورس كوجر
شاهدت منذ مدة فلم كندي “cube ” لاشخاص محاصرين داخل مكعب ، يجسدون رموز معينة عليك انت (المشاهد ) ان تكتشفها وتصل الى حلها .
أٌحجية بن ازرق هي كذلك .. تجعلك وسط مجموعة من الالغاز والاحجيات عليك ان تجتهد في حلها . رواية لا تشبه ما عاهدنا عليهِ السنعوسي في باقي اعماله سوى اسلوب الصدمة الذي اعتاد علية وقلب الادوار .
هذه الرواية الصادرة حديثا للعام 2017 لا تشبه الاخريات فهي رواية يكتب اشخاصها انفسهم ، يتغلب بعضهم على البعض الاخر. اشخاص يحددون مصائرهم ويقلبون حجر الرواية على عقب . فهل اراد السنعوسي هنا ان يتحدث عن مصائرنا المكتوبة سلفا ! وان يقول لنا باستطاعتكم ان تغيروها وتشذوا عما رُسم لكم ؟! ام انها حكاية لوجودية اكبر تتحدث عن علاقة الخالق بالمخلوق .
“الروائيون مرضى ، ينفسون عن معاناتهم ويستزيدون بالكتابة تعويضا لنقصٍ في نفوسهم ! … أُي سلطة تمنح كاتبكم المزعوم الحق بان يكتبنا وفق ما يريد ..؟ ” انموذج من الرواية
يدور النصف الاول من الرواية عن خمس صباحات ابطالها “الحمام” سفار ، عواد ، رابحة ، غادي ، زينة ، ورحال . تحكي عن حمامات الدار التي لا تغيب وقد..! وافعى الدار التي لا تخون و..
اما النصف الثاني للرواية يتحدث عن ذات الصباحات الـــ خمس ولكن ابطالها ” بشر ” سفار ، عواد ، رابحة ….
ستشعر في اول الامر بالممل والحيرة لانك داخل صندوق مغلق باحكام لا يروم البوح باسراره بسهولة ، كلما تقدمت في الصفحات كلما ازددت حيرة وشك وترقب . حتى تجد نفسك تتسارع لانهائها وايصالك لنهاية تحار فيها . هل السنعوسي من كتب هذه الرواية ؟ ام اشخاصها ؟ ام راوي لا صله له بكل هؤلاء الاشخاص . ام انها مجرد كوابيس قد تحدث في يوما ما ..
يقولون بان الكاتب يمر في مرحلتين من حياته الادبية الاولى يكتب لجمهوره والاخرى يصنع به جمهور ، وهنا كتب السنعوسي لنفسه ليكتشف قدراته السردية وليصنع قارئ متجدد مختلف له الجرئة على التجريب ودخول عوالم لم يسبق له الدخول إليها .
يذكر انها الرواية الرابعة للسنعوسي بعد فئران امي حصة وساق البامبو وسجين المرايا ، عمد السنعوسي هذه المراة على استخدام لوحات داخل روايته تعبر عن تحولات بطل الرواية او المساهمة في توصيل الحالة السردية . لاشخاص جاحظي العيون للرسامة “مشاعل الفيصل ” وهذا يتضح منذ غلاف الرواية لشخص جالس على كرسي منقسم الى اثنين مع غياب قدميه ويديه ، فضلا عن وجود طائر يرقبه عن كثب .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدينة الأحلام

هلا فبراير .. إلى من يهمه الأمر!

كيف تغني الكويت من دون صوتها؟