تفاحة الذَّاكرة.. الـ Lady نوال الكويتية..



من أين للمرء أن يبتدئ في الحديث عنها؟! "ليدي" على ما يقولون.. بصوتها وحِسِّها وطلَّتها..

عن واحدة من صُنَّاع الذاكرة الكويتية.. الخليجية والعربية.. أُم حنين.. صوت الحنين.. قيثارة الخليج.. الليدي نوال.. الهادئة الصاخبة بلا ضجيج.

رفيقة الحِل والترحال.. صوت السَّفر مُذ وُلِدتُ على حِسِّ "تبرى حبيِّبي" تلتها سلسلة من روائع البدايات في الثمانينيات.. ثُمَّ مرورًا بـ "لو للمحبة" منتصف التسعينيات والعودة الحميدة بعد انقطاع.. وحتى آخر الأسفار مع "المسباح".. وبينها كم ذكرى وذكرى.. نوال؟

كبرنا يا أُم حنين وأنتِ صوت الروح وروح الروح.. منذ ذاك الصوت الفتي في مطلع ثمانينيات القرن الماضي وحتى آخر روائع الصوت الذي نُحِب.. الصَّوت الذي يُشبهنا.. تكبرين قَدْرًا وصوتًا وفنًّا ونكبر بِك ومعك..

يا الله على التَّعب ما أجمله.. ذاك التَّعب الذي قاله صوتك، فزاده روعةً مُتعبة، فصرنا نُحبُّك أكثر، حِسًّا يقول: يا الله كم نحن متعبون؟! لكن التعب في حدِّ ذاته معك مَيِّزة وجمال يفوق الراحة.. وأنتِ.. نوال.. تلك التي إذا ما قُلت نوال يسألني المقرَّبون: عن أي نوال تتحدث؟ لكثرة الـ نوالات في حياتي.. فأجيب: نوال نوال ما في غيرها.. نوال "مالتي".. نوال الكويتية.


هل تعلمين أننا نسمعك كما لا تسمعين نفسك؟ نحسِّك.. نشعرك.. نلتقط أنفاسك.. تنهيداتك التي تقتنصها مايكروفونات الأستوديوهات وآذان مُحبيك الذين يُردِّدون معكِ من التَّعب: آه.. نُنصِت إليها ونقول: كم تُشبهينا نوال إلى حدِّ الوجع!

حتى أغنياتك الصاخبة بالفرحة لا تخلو من "آهٍ" مُتوارية بالموسيقى التي تقول: آه.. حتى لو ضحكتُ فيما أُغنِّي.

أيُّ ذكرى تصنعين؟ أيُّ صوتٍ يُخلَّد في ذاكرتنا؟ وأيُّ حِسّ ذاك الذي تصفعين به الروح وصوتك ينبع من روح الروح؟


أقول قولي هذا وأنا أُنصِت إلى ما استقرَّ إليه صوتك في آخر ما صدحتِ: 


يا ليت لغيبتك عذرٍ ولو تافه عشان أرتاح..

ولكنك حرمت القلب وهو ما ذاق تفاحة..


دُمتِ نوال الكويتية.. تفاحة الذَّاكرة التي تتجدَّد.. نقطفها ثمرةً جديدة مع كل جديد في أغنياتك يا قديمتنا الجديدة..


دُمتِ ودام صوتك.. نوال.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدينة الأحلام

هلا فبراير .. إلى من يهمه الأمر!

كأنما قُدِّر لهم الموت.. كي تحيا القضية في ضمير العالم أبدًا!