أعضاء نادي ديوان يحررون «سجين المرايا»



جيهان عبد العزيز


في مساء الأربعاء الماضي احتضن مقهى ستاربكس الأمسية الثقافية التي أقامها أعضاء نادي ديوان للقراءة لمناقشة «رواية سجين المرايا» للروائي الكويتي سعود السنعوسي.
قدم الحضور قراءات مختلفة لرواية السنعوسي الصادرة عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» وهي الرواية الأولى بالنسبة اليه.
شهدت الأمسية مناقشة دارت في محاور عدة اقترحها رئيس نادي ديوان القاص الكويتي يوسف خليفة، تتمثل في تقييم عام للرواية، وأهم شخصياتها، ونجاح السنعوسي في رسم معالمها.

حوافز العزلة

كان ثمة رأي عام يرى في بطل الرواية عبد العزيز، شخصية تتسم بالمثالية الشديدة، والانعزال عن الواقع الحقيقي المعاصر، فكأنما يعيش في شرنقته الخاصة، التي نسجها حول نفسه، بعد تعرضه لصدمات شديدة، تمثلت في استشهاد والده أمامه برصاص «ضباع» الاحتلال وفق وصفه لهم، ثم موت والدته بعد ذلك، ومحاولاته لإيجاد بديل لهما تمثل في «ريم /مريم» حبه الأول، كنوع من التعويض عن ذلك الفقد أكثر من اعتباره حبا حقيقيا. 
وقد أشارت رنا محمود إلى إعجابها بما اشتملت عليه القصة من مشاهد معبرة، كمشهد دفن الأم، وتشبث البطل بجسدها داخل قبرها/ مثواها الأخير. 
كما أبدت د. إقبال العلي تأثرها بما احتوى عليه النص من عبارات شاعرية ومؤثرة، بينما تحدث وليد السبيعي عن الذكريات التي تحاصر البطل بحضورها، وبغزو رائحة أصحابها ومحاصرة أصواتهم له ، مشيرا إلى التصدير الذي اختاره الكاتب لروايته مقتبسا من طاغور «إن من يحمل مصباحه خلف ظهره لا يرى غير ظله أمامه «، وهي العبارة المفتاح لتحسس الخطوات في سجن اختياري حوائطه وجدرانه هي مرايا للماضي الذي يتشبث البطل بحضوره واستدعائه. 

صوت واحد

من جهته تحدث جوزيف عوض عن العقل الواعي والمدبر للكاتب حين ينسج شخوص روايته، واستخدامه لضمير الأنا في شكل تداعيات متتابعة لينقل لنا وجهة نظر أحادية للأحداث والشخصيات، التي نراها من خلال عين الراوي/ البطل وحده، مما يحمل القارىء مسؤولية تبني وجهات نظر أخرى، محاولا استلهام أصوات باقي الشخصيات، وخاصة «ريم» المحبوبة والخائنة في الآن نفسه. 
وأضافت فاتن عسيلي «سجين المرايا» هي رواية مراهق ينظر للعالم بكل الاضطراب والسخط الذي يعتمل بداخله، نحو هذا العالم الذي يتبدى له فاسدا، فيشعر بالاغتراب ويوجه الانتقاد حتى لأقرب الناس إليه كحبيبته، أو لوطنه الذي عشقه صغيرا من خلال الأغنيات الوطنية، ومقاومة الغزو العراقي مرورا باستشهاد والده امام عينيه. 
هذا المراهق الذي يحاول الهرب إلى واقع آخر مختلف فيسافر إلى إنكلترا باحثا عن طوق نجاة ينتشله من حياة لا يؤنسه فيها غير مشاعر الوحدة والحزن والشعور بالخديعة، وبعد أن تمر شخصيته بمراحل نضج واختلاف، يعود إلى وطنه بوعي جديد فيقتل شخصية المراهق المنعزل الاوحد، يتركه سجين مرآة ماضيه المظلمة، لينطلق هو برؤية جديدة، حاملا مصباحه أمام وجهه يضيء له طريق المستقبل. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدينة الأحلام

هلا فبراير .. إلى من يهمه الأمر!

كيف تغني الكويت من دون صوتها؟