أوقفوهم!
سعود السنعوسي: الفن، بشكل عام، إذا كان حقيقيا، وإذا وظّف بشكل صحيح، يصلح ما تفسده اختلافاتنا، على أنواعها، السياسية أو الدينية أو الفكرية، وحتى لا يرى البعض مبالغة في رأيي، سأقول، ان الفن وإن لم يصلح ما أفسدته تلك الاختلافات، فانه، على أقل تقدير، يصرف انتباهنا عنها ليجعلنا نتفق على شيء واحد وهو الإبداع. فكوني مسلما لا يمنعني من أن أبدي إعجابي بالأشكال الفنية التي تزيّن جدار كنيسة ما، ولا أرى ما يمنع المسيحي من أن يقرأ رواية لكاتب بوذي، كما ان المعارض الفنية والمسارح ودور الأوبرا تستقطب متذوقي الفن على اختلافاتهم الدينية والسياسية والفكرية. وإذا ما جئت للحديث عن الفن والسياسة، فلا أجد مثالا أقرب من واقعنا قبل سنوات قليلة، فرغم سنوات القطيعة بين الكويت والعراق، بعد الغزو، فانك تستطيع، دون جهد، أن تلاحظ دور الفن رغم القطيعة التي دامت سنوات، سواء في حفلات عبدالله الرويشد في جرش والتي تغص بالجماهير العراقية، أو في حفلات كاظم الساهر في أوروبا ومصر والإمارات والتي كانت تغص بالجماهير الكويتية، تلك الجماهير المتذوقة للفن، والتي جاءت من أجل الفن، دون تفكير في أمور أخرى. ليس الأمر محصورا في ...