المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٤

فكرية شحرة: "إنها أُمك يا بُودَرياه"!.. قراءة في "سِفر العنفوز"

صورة
 بقلم فكرية شحرة* لقد أوشك سعود السنعوسي أن يصيبني بسكتة قلبية في أحد مشاهد الرواية وأنا أصيح بعلو صوتي "إنها أمك يا بودرياه!". لا شك أن السنعوسي يمتلك عبقرية سرد فذة تثير ضغينة مجايليه وأنا على رأسهم طبعا. قرأت الجزء الأخير من أسفار مدينة الطين على نفس واحد. نعم على نفس واحد وبعد انتظار شهور طويلة حتى يصدر (من الصعب انتظار حكاية مبتورة) لم أستطع ترك الكتاب ليوم آخر. يتلبسك السرد مثل جني لا فكاك منه. في "سفر العنفوز" مزج السنعوسي بين الواقع والخيال بشكل صارخ بخلاف الفنتازيا الخفيفة في السفرين السابقين. وصارت التبة السابعة بوابة للمستقبل لا يقفز منها "صنقور" فقط وإنما شخصيات رئيسية تبحث عن الحقيقة. اكتملت الحكاية؛ تبدو سبعين عاما فترة طويلة من تاريخ الكويت لكن  الكاتب يقفز بين زمنين ونفس المكان ببراعة مدهشة. كم تشبهنا الكويت وكم نحبها حقيقة! منذ البداية وحتى الآن. يجيد السنعوسي صناعة المصادفات وربط المشاهد ببعضها في براعة قل نظيرها. يوازيها مقدرته المستفزة على جعل القارئ حبيس التباس ما في كل حدث. وكلما فك القارئ شفرة ارتباك ما في رأسه زادت متعة القراءة لديه

تفاحة الذَّاكرة.. الـ Lady نوال الكويتية..

صورة
من أين للمرء أن يبتدئ في الحديث عنها؟! "ليدي" على ما يقولون.. بصوتها وحِسِّها وطلَّتها.. عن واحدة من صُنَّاع الذاكرة الكويتية.. الخليجية والعربية.. أُم حنين.. صوت الحنين.. قيثارة الخليج.. الليدي نوال.. الهادئة الصاخبة بلا ضجيج. رفيقة الحِل والترحال.. صوت السَّفر مُذ وُلِدتُ على حِسِّ "تبرى حبيِّبي" تلتها سلسلة من روائع البدايات في الثمانينيات.. ثُمَّ مرورًا بـ "لو للمحبة" منتصف التسعينيات والعودة الحميدة بعد انقطاع.. وحتى آخر الأسفار مع "المسباح".. وبينها كم ذكرى وذكرى.. نوال؟ كبرنا يا أُم حنين وأنتِ صوت الروح وروح الروح.. منذ ذاك الصوت الفتي في مطلع ثمانينيات القرن الماضي وحتى آخر روائع الصوت الذي نُحِب.. الصَّوت الذي يُشبهنا.. تكبرين قَدْرًا وصوتًا وفنًّا ونكبر بِك ومعك.. يا الله على التَّعب ما أجمله.. ذاك التَّعب الذي قاله صوتك، فزاده روعةً مُتعبة، فصرنا نُحبُّك أكثر، حِسًّا يقول: يا الله كم نحن متعبون؟! لكن التعب في حدِّ ذاته معك مَيِّزة وجمال يفوق الراحة.. وأنتِ.. نوال.. تلك التي إذا ما قُلت نوال يسألني المقرَّبون: عن أي نوال تتحدث؟ لكثرة ال