أنت الإنسان
سعود السنعوسي: أنت الإنسان كثيرة هي الأفلام التي أدمنت مشاهدتها منذ كنت صغيرا. أشاهدها بين الحين والآخر، إلى يومنا هذا، قد أندمج في مشاهدتها، ولكن، يبقى شعور المشاهدة الأولى مختلفا. قد استمتع بمشاهدة الفيلم عشرات المرات، ولكن، يتلاشى تفاعلي مع أحداثه مشاهدة بعد أخرى. أجدني اليوم أمام مشهد، في أحد الأفلام، كنت قد انفجرت ضاحكا وقت مشاهدته لأول مرة حتى سالت الدموع من عينيّ، وفي فيلم آخر، أتابع مشهدا مأساويا كان قد أحرجني بين من كان حولي، وقت المشاهدة الأولى معهم، حين بدا علي التأثر الشديد، ولكن أنوفهم الحمراء، وقت مشاهدة الفيلم، وعيونهم التي سكبت الدموع كانت تبث بداخلي شيئا من الثقة بأن الأمر، ولأني إنسان، لا يستدعي هذا الحرج. أتابع اليوم المشاهد ذاتها، وأتساءل ما الذي تغّير؟ لقد انفجرت ضاحكا لهذا المشهد أول مرة، وضحكت في الثانية، وفي الثالثة ابتسمت، وفي الرابعة .. لاشيء. وفي مشهد آخر أبكاني في المشاهدة الأولى، وأحزنني في الثانية، أجدني اليوم أمامه بلا شعور! ما الذي تغيّر في تلك المشاهد؟ لا شيء، أنا من تغيّر وحفظ المشهد إلى أن بات عاديا مم...