المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2025

لماذا أحبَّ العراقيون «فئران أمي حصة»؟

صورة
بقلم الروائي العراقي أزهر جرجيس منذ صدور روايته الأولى «سجين المرايا»، ثم «ساق البامبو» الحائزة جائزة البوكر العربي 2013، فـ «حمام الدار»، حجز الروائي الكويتي سعود السنعوسي مكاناً مميزاً في وجدان القارئ العراقي. غير أن روايته «فئران أمي حصة»- دار ضفاف 2014، حازت مكانة استثنائية لديه، تجاوزت الإعجاب الفني إلى التماهي الشعوري العميق، حتى ليبدو لهذا القارئ أنها كتبت عنه وحده لا عن غيره، أو أنها انبثقت من ذاكرته هو قبل أن تخرج من ذاكرة كاتبها. ولعل السر في ذلك أن هذه الرواية، رغم سحنتها الكويتية الواضحة، لا تنتمي إلى جغرافيا واحدة، بل تمسُّ جُرحاً عربياً مشتركاً، من خلال تسليطها الضوء على «الطائفية»، ذلك الشرّ السائل العابر للحدود بلا جواز ولا ڤيزا. حين قرأ العراقيون هذه الرواية، وأنا واحد منهم، لم يشعروا بأنهم يطالعون سرداً عن الآخر، بل وجدوا أنفسهم في قلب الحكاية، كأنهم مَنْ كتبوها، أو مَنْ عاشوا أحداثها. تفاصيل الطفولة المُختلطة بين «صقر» و«كتكوت»، والحي المُتداخل طائفياً، والأم «حصة» التي تُنذر من قدوم الفئران، كُلها عناصر بدت لنا مألوفة جداً، ليس بوصفها رموزاً اجتماعية، بل لأنها...