المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٤

كأنما قُدِّر لهم الموت.. كي تحيا القضية في ضمير العالم أبدًا!

صورة
      يقف المرء حائرًا أمام ما يجري، عاجزًا عن الفهم والتعبير يسوطه الحزن والغضب وذل العجز وتأنيب الضمير، حتى وهو يشاهد على شاشات القنوات الإخبارية التظاهرات الشعبية الحاشدة في العواصم العربية وعواصم ومدن العالم مثل لندن وأوسلو وباريس وبرلين وروما وميلانو وطوكيو ونيويورك وواشنطن وجنوب إفريقيا وتركيا وكندا وإندونيسيا وباكستان وغيرها.. ثُمَّ ماذا؟      في الثلاثين من مارس الماضي، وأثناء إقامتي في لندن، دعتني وكيلتي الأدبية لاورا سوزاين للانضمام إليها مع الروائية الهندية سَني سِنغ للخروج مع الجماهير التي صارت تخرج كل سبت تطالب بوقف إطلاق النار، وتندد بمجازر الاحتلال واستهداف المدنيين، وكانت مسيرة عظيمة، انتابتني خلالها مشاعر فرح لم يكن ذاك أوانها. أن تفرح في ذروة الموت لأن هناك من يلتفت إليك، لكنك تموت.. ثُمَّ ماذا؟      لم يرتفع صوتي في تلك المسيرة ولم أفُه بكلمة بين هتافات لاورا وسَني، الأوروبية والهندية في منظر غير مألوف بالنسبة لمن مثلي اعتاد على سماع اسم فلسطين بلسان عربي. تردَّد اسم "پالِستاين" بين حشود من البشر المختلفين، جمعتهم المسيرة المناهضة لانتهاكات العصابات الص

فِتنَةُ القراءة الثانية! .. مدخل لقراءة “أسفار مدينة الطين”

صورة
مروة تميم في "أسفار مدينة الطين" تتداخل الأجناس الأدبية والفنية بخفةٍ وسلاسة، فلا تشعر أنك خرجت من الرواية إلى جنسٍ أخر، وكل هذه الأجناس تتضافر لتوصل المعنى الذي يريده كاتب الأسفار، وتحول دون الملل من أُحادية صوت السارد أو رتابة الحكي بالطريقة نفسها على مدار أكثر من ثمانمائة وخمسين صفحة . في رمضان الماضي قررت إعادة قراءة روايات سعود السنعوسي بترتيب صدورها، وفي أوائل مايو أنهيت أخر إصداراته: “أسفار مدينة الطين”. ومع اقتراب الأسفار على الانتهاء، كنت أعرف الحكاية والأشخاص مسبقًا، بعد أن زالت لهفة القراءة الأولى وشوق التعرف على الرواية التي غرق فيها كاتبها لثمان سنوات، ويحكي عنها في كل لقاء على أنها “الرواية الحُلم”! كنت اقرأ هذه المرة بتأنٍ وعلى مهل، استطعم حلاوة كل حرفٍ وأرى أبعد مما تضمه السطور، واكتشف مناطق إبداعٍ جديدة تجاوزتها عين اللهفة في القراءة الأولى، ولا تفارقني الدهشة، ويتضاعف إعجابي بقلم سعود السنعوسي المسكون بالجمال . الروائي الحُلم “صادق بو حَدَب ”: اسمٌ صادفته للمرة الأولى في ملحق “ناقة صالحة”، وقبل أن اكتشف لعبة سعود، هرعت إلى محرك البحث لأستزيد معرفةً بهذا