المشاركات

عرض المشاركات من 2018

"حمام الدار".. أحجية فلسفية في قالب أدبي ممتع

صورة
هيثم السايس: "حمام الدار لا يغيب، وأفعى الدار لا تخون".. كانت هذه تيمة أحدث روايات الكاتب الكويتي سعود السنعوسي، والذي سبق له كتابة العديد من الروايات المؤثرة في عالم روايات العربية خلال الفترة الأخيرة مثل "ساق البامبو"، و"فئران أمي حصة" وغيرهما. إلا أن تلك الرواية التي نحن بصددها "حمام الدار (أحجية ابن أزرق)" الصادرة عن منشورات ضفاف عام 2017،  تختلف كلية عن الروايات السابقة للكاتب في عدد من الأوجه وتقنيات الكتابة والرسالة التي تحملها بين طيات الأحداث. فقد اعتمد السنعوسي في رواياته العديد من التقنيات الكتابية الروائية التي تميزت كلها بالقدح الذهني، حيث الرواية تحتاج إلى عصف ذهني شديد حتى يتم فهمها بشكل صحيح، وهذا ليس عيباً في الرواية بقدر أنها تحمل لوناً جديداً غير متبع في الرواية العربية إلا نادراً، وهو ما حاول الكاتب أن يعتمد على هذا اللون في إتمام الرواية. أقسام الرواية .. العهد القديم والجديد: قسّم الكاتب روايته إلى قسمين منفصلين، يرتبط بعضهما ببعض في الأحداث التي تكاد تكون واحدة لشخصين منفصلين وهما بطلا الرو...

في وداع شجرتي الظليلة زمن اليباس

صورة
          "بوفهد شلونك؟".        أدريك تسمعني في وقتٍ لا أنصت فيه إلى صوتك. أدريك تفهمني وأنا أبحث عن فهمٍ لمعنى رحيلك على هذا النحو، وأنا الذي ما زلت أحتفظ بقصاصة ورق كنت قد شاهدتها على سطح مكتبك في الصالحية قبل سنوات سبع. قصاصة لا تحمل إلا تاريخ الثامن عشر من أكتوبر 2041. "ما هذه بوفهد؟!". رفعت حاجبيك تضحك: "حلمت البارحة أنني أموت في هذا التاريخ". ولشدة ما أصدقك، آمنتُ بحلمك مطمئنًا.      أهكذا يخونك قلبك الذي ما خان أحدًا قط؟ ألم نحتفل قبل خمس سنوات بإطفائك السيجارة الأخيرة كيلا يُنهك هذا القلب المنهك أكثر؟      بوفهد، قبل ثمان سنوات حلمت فيك تموت على خشبة مسرح، هل تذكر؟ كنا أنت وأنا وشخصٌ آخر لا أعرفه اسمه عيسى نمثل أدوارنا أمام جمهور غفير. حملناك، عيسى وأنا، بين أيدينا إلى مستشفى مبارك في الجابرية، ولكنك فارقت الحياة عند البوابة. استيقظت أطعن كابوسي بمهاتفتك. "أبي أشوفك"، وأنا الذي لا يموت في أحلامي إلا من أحب. أجبتني كدأبك: "حياك". عانقتك أفضي لك بتفاصيل كابوسي. أجب...

"فئران أمّي حصّة" لغة تجرح القلب والرّوح

صورة
أ.د/ يوسف حطّيني – ناقد وأكاديمي فلسطيني – جامعة الإمارات     أن تقرأ رواية فائزة بجائزة مهمة مثل جائزة البوكر، فذلك يضعك أم استلاب استباقي، استلاب يجعلك تستسلم لمجهول قاد مجموعة من المتخصصين إلى منحها تأشيرة دخول مواربة إلى عقل القارئ وقلبه وروحه . وللحقّ فإنني أعترف أنني تأخرت كثيراً في قراءة رواية "فئران أمّي حصة" لسعود السنعوسي، على الرغم من الإطراءات والتشجيعات التي سمعتها بخصوصها من الأصدقاء، غير أنني حين حانت فرصة الفراغ من الضروري سارعت إليها؛ لأجد فيها رواية تجرح قلب القارئ بمبضع السرد .     يعطي السنعوسي أهمية كبرى للعتبات التي تتعدد قبل السرد الأول(كتكوت وفؤادة وزور ابن الزرزور)، وقبل أقسام الرواية الأربعة (أحمد مشاري العدواني، وخليفة الوقيّان، وسعاد الصباح، وعلي السبتي). وتنعي جميعها الإنسان الذي لم ينتبه بعد للفئران القادمة، وللدمار المنتظر الذي سيخلّف القتلى بالآلاف؛ حيث تَبَّاعُ الجيف الذي "له جسد العقاب ورأس البومة ولون الغراب"، ص302، حاضر في لحظة الاقتناص. وعلى الرغم من أن نجم سهيل يبزغ في نهاية الرواية، فإنّ هذا البزوغ لا يعدو نصراً روم...

"فئران أمي حصة": مرافعة إنسانية ضد الكراهية

صورة
أ.رشا سلامة لربما توقّع البعض من الكاتب الكويتي سعود السنعوسي أن يُفرِد صفحات روايته "فئران أمي حصة"، التي يزيد عددها على الأربعمئة من القطع المتوسط، كلها لمناقشة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة في الكويت . من يفترض ذلك لا يعرف السنعوسي جيداً ولا يعرف كثيراً عن اهتماماته الإنسانية الواسعة، وفي الوقت ذاته، لا يعرف دواخل الصنعة الأدبية التي تبتعد شأواً بعيداً عن لغة البحوث والتقارير المكثفة والخطاب المباشر . من يعرف السنعوسي، يدرك جيداً دماثة خلقه وتحفظه في الحديث، لكنه في الوقت نفسه شاب كويتي منفتح فكرياً ولا يقبل الرواية السياسية الرسمية على علّاتها من دون تمحيصها ولا حتى الرواية الدينية من دون تدقيق. وهو شخص بعيد عن العنصرية والتصنيفات والفرز؛ بل يكاد يهجس بهذا الأمر. لذا، فإنه لا يعدم الحيلة في معالجة المواطن الكويتي والعربي عموماً من الفكر العنصري، كما أنه يفتح ملفات كثيرة عالقة حول العلاقة مع الآخر، كما هو الحال بالنسبة لعلاقة الكويتي والفلسطيني في أعقاب مؤازرة الرئيس الراحل ياسر عرفات احتلال الكويت، وما تمخّض عن هذا من خطاب عنصري؛ بل ومحا...

معالي وزير الإعلام... عليك حق!

صورة
السيد معالي وزير الإعلام المحترم تحية طيبة وبعد، كنتُ من بين الذين شملتهم جلسة اللقاء المفتوح في رابطة الأدباء يوم الأحد، الثالث من يونيو 2018، والتي كنت أنت ضيفها حيث قبلتَ دعوة الإخوة في رابطة الأدباء مشكورًا. أعتذر إن أزعجكم حديثي الذي لم يتسنَّ لي أن أتمه احتراماً للسيد مدير الجلسة الذي ما فتئ يذكرنا بــ"وقت معاليه". كان ينبغي أن نتحدث بصراحة، لأننا لم نقتطع جزءاً من وقتنا لحضور "غبقة" رمضانية أو لنطرق باب رابطة الأدباء نطلب الــ"قرقيعان"، إنما جئنا لكي نفضي بهموم الشأن الثقافي في هذا البلد، وقد توسمنا في لقائكم بصيص أمل سرعان ما انسحب.  نحن اليوم لسنا في بلاط الوالي ولا في زمانه، لكي يبادر أحد الحضور بكيل المدائح لزيارتكم الميمونة، ولسنا في زمن إلقاء الخطب على غرار ما سمعناه في ليلتنا تلك: "التاريخ سيشهد أن قدميك خطت في مبنى رابطة الأدباء!"، ذلك المبنى الذي مرَّت به أسماء صنعت تاريخ الكويت الثقافي، من دون منة، وربما من دون أن يتذكَّر أقدامهم التي مرَّت في ذلك المكان أحد. شخصيات كثيرة، ولا ضير في أن أذكر عينة أتمنى أن تطلع على ت...