المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٣

خزي السعادة

سعود السنعوسي  -  أما آن للمرء أن يضحك بصوت مسموع؟   -  وما الذي يردّك عن ذلك؟ !      ما يرُدُّني هو الشيء ذاته الذي يرسم ملامحك بالحزن، وإن افتعالا، في مجلس عزاء، احتراما لحزن أهل الفقيد. ألا تلاحظ أن العالم بات أشبه بمجلس عزاء كبير، تركن إلى عزلتك إذا ما اضطررت لإفلات ضحكة تبدو وكأنها عورة!   هذا بالضبط ما أشعر به. أشعر بتفاهة كل شيء مقابل حزن يشوب.. كل شيء .      أنت تشعر بالشيء ذاته، لا تتظاهر بعكس ذلك. ما عادت الديوانية كسابق عهدها الذي تعرف، باتت مكانا للتذمر والبوح بخوفٍ يطوِّق الغد، وإذا ما أطلق أحدهم ضحكة فهي لا تتجاوز كونها ضحكة سخرية من واقع مرير. كنت أراقبك.   يدفعك الضجر للتنقل بين القنوات الفضائية بحثا عن ابتسامة ترتديها. لا شيء يناسبك. تدفعك التفاهات للمضي في البحث، ولكن اللون الأحمر والنيران والحشود الغاضبة لا تزيد الأمر إلا سوءًا. كنت تلجأ، دائما، إلى الزر الأحمر في الريموت كونترول. يوافقك الحضور: "أحسن!".       تسمع نكتة طريفة، أو خبرًا مفرحًا. تدخل صفحتك على الفيسبوك. تنوي مشاركة الأصدقاء ولكن.. تنتبه إلى الأسماء النشطة، أحدهم يتلقى التع

لعنة المقارنة

سعود السنعوسي        توقفتُ ذات يوم عند صورة مرسومة لبرج خليفة في إمارة دبي، يظهر فيها بين مجموعة من الأبراج العالمية الشهيرة في مقارنة صريحة لإدراك الفرق بين ارتفاع هذا البرج وغيره من الأبراج. فكرت، لو انفرد البرج في الصورة لما لمست ذلك الفرق الهائل بينه وبين الأبراج الأخرى. إذن.. ما دامت الصورة محدودة الأطراف ليس من السهل التعرّف على حجم برج خليفة لولا ظهوره بين بِغ بِن وبرج إيفل وبرج بيزا المائل. هو أمر شبيه بما نراه في بعض الإعلانات التجارية، الهاتف المحمول عندما كان صِغَر حجمه ميزة، على سبيل المثال، حين يظهر في صورة واحدة مع علبة أعواد ثقاب، أو حين تظهر كاميرا مراقبة، في إعلان تجاري، إلى جانب قطعة نقود معدنية. ما الذي يدعونا إلى اللجوء لحيلة المقارنة لولا محدودية الصورة وضيق أفقها؟ هذا بالضبط ما أفهمه عن الإنسان . كثير منا يحمل شعار: "أنا لا أقارن نفسي بالآخر!". انتقادي هذا يشملني أيضا، فأنا، وحتى وقت قريب كنت أرفض مقارنتي بأي شخص ثقة مني بأنني لست معنيا به، وبأنني أعرف ذاتي حق المعرفة، غير مدرك أنني لن أتعرّف إليّ بمعزل عن الآخر، متناسيا أن رؤيتي للأمور، مهما ا