«أسفار مدينة الطين».. من يكتب من؟

بقلم: د. بروين حبيب شاعرة وإعلامية من البحرين في حيز مكاني ضيق: بين مدينة الكويت أو الديرة، كما كان يطلق عليها وجزيرة فيلكا، وحيز زماني واسع: يمتد على مساحة سبعة عقود كاملة، يبدأ قُبَيل معركة الجهراء عام 1920 وينتهي قبل الغزو العراقي للكويت عام 1990، يأخذ بيدنا الروائي سعود السنعوسي في ثلاثيته «أسفار مدينة الطين» ليعبر بنا من خلال التبة (الغطسة) ذات الموجات السبع، بوابةَ الزمن ذهابا وإيابا، في قرابة ألف وثلاثمئة صفحة ضمتها أسفار الملحمة الثلاثة (سفر عباءة، وسفر التبة، وسفر العنفوز)، ولكن السنعوسي يسلم مِقود الكتابة لأحد أبطال الرواية، ويجلس إلى جانبنا مستمتعا بالرحلة، ليُدخلنا صادق بو حدب -الشخصية الروائية التي تكتب حكايتها- متاهة حقيقية، فهو نفسه ليس سوى ناقل لقصص زوده بها «الشايب»، وهو للمفارقة أيضا إحدى شخصيات الرواية المركزية. ولا يكتفي الراوي أيا كان سعود السنعوسي، أو صادق بو حدب بـ «الدوخة» الفنية التي يسببها هذا الالتباس المقصود والمشغول بعناية، حتى تَخرج الشخصيات من الورق لتصبح حقيقية تلتقي براويها، الذي يتحول بدوره في آخر الرواية إلى حكاية تحكى، متسائلا في ...