المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2024

أسفار مدينة الطين: ليكنْ بحرا، فكان بحرا

صورة
يزن الحاج  حين يحار المرء في تصنيف رواية، سندرك أننا أمام عمل يستحق قراءات عدة، لا من أجل تكريس تصنيف بعينه بقدر ما هو محاولة لتبيُّن حدود الجنس الكتابيّ الذي نسميه الرواية، أو لو شئنا الدقة، «لا حدود» هذا الجنس الذي فرض نفسه عالميًا منذ قرون، وعربيًا منذ عقود، بوصفه الجنس الأقدر على التقاط التفاصيل، وإيجاد الحيوات، وإعادة كتابة التاريخ. لن نحاول الدخول في الجدلية الدائمة بين الشعر والسرد، وأحقية أيٍّ منهما في أن يكون «ديوان العرب»، فلهذا النقاش مكان آخر، غير أن الرواية (بوصفها جنسًا سرديًا يحتمل تأويلات وتصنيفات متداخلة ومتناقضة في آن) بدأت تسحب البساط من تحت الشعر شيئًا فشيئًا، بخاصة في العقود الأربعة الأخيرة، وبخاصة في تلك الأعمال التي تنأى عن التصنيف من جهة، وتنأى عن القوالب الغربية للرواية من جهة أخرى. بمعنى آخر، تتكرس الرواية العربية بقدر عودتها إلى «جذورها» السردية، وبقدر نأيها عن المؤثرات الغربية؛ تتكرس الرواية حين تمسي رافدًا سرديًا مستعادًا ينهل من «غرائبيته» بكل ما تحمله كلمة «الغرائبية» من معان، إذ ليس للسرد العربي رافد تقليدي، سواء كان السرد عربيًا خالصًا (إن كان ثمة «...