المشاركات

أسفار في "مدينة الطين".. ملحمة سعود السنعوسي السفلية

صورة
  بقلم: د. عباس بيضون روائي وشاعر من لبنان " أسفار مدينة الطين ثلاثة: العباءة، والتُبّه، والعنفوز" للروائي الكويتي سعود السنعوسي . وإذا استثنينا العنوان الأول العباءة، فسيتبيّن لنا أن العنوانين الباقيين يعودان إلى الدارجة الكويتية، وهذا له دلالته، إذ إنّ العنصر الكويتي إذا كان مقصوداً فهو متعمّد. قد يقودنا ذلك إلى موازاة مع خماسية "مدن الملح" لعبد الرحمن منيف، ولن نبتعد كثيراً في هذه الموازاة . أسفار مدينة الطين لا تخفي كويتيّتها، إنها ملحمة كويتية   بالفعل، لكنّ "مدن الملح" مع ذلك تختلف عنها في كونها تتناول تاريخاً يؤدي أكثر فأكثر إلى بناء دولة. إنّها تاريخ سياسي، فيما لا نستطيع أن نحصر الأسفار في ذلك فقط. هنا الكويت بالتأكيد، ولمحات من تاريخها: الوجود الإنكليزي وما بعده، وإمارة آل صباح، ومعركة الجهراء مع الإخوان. هذا بالطبع تاريخ، لكنّنا لا نجد الثلاثية تنحصر فيه . في السفر الأول "العباءة" نلتقي بشخصيات لا تتصل فوراً بالتاريخ السياسي. نحن هنا أمام تاريخ سفلي، في سفليّته لا يكاد يمتُّ إلى السياسة والدولة. بحارة اللؤلؤ وما نجم عن هذه الصن...

«أسفار مدينة الطين».. من يكتب من؟

صورة
  بقلم: د. بروين حبيب شاعرة وإعلامية من البحرين   في حيز مكاني ضيق: بين مدينة الكويت أو الديرة، كما كان يطلق عليها وجزيرة فيلكا، وحيز زماني واسع: يمتد على مساحة سبعة عقود كاملة، يبدأ قُبَيل معركة الجهراء عام 1920 وينتهي قبل الغزو العراقي للكويت عام 1990، يأخذ بيدنا الروائي سعود السنعوسي في ثلاثيته «أسفار مدينة الطين» ليعبر بنا من خلال التبة (الغطسة) ذات الموجات السبع، بوابةَ الزمن ذهابا وإيابا، في قرابة ألف وثلاثمئة صفحة ضمتها أسفار الملحمة الثلاثة (سفر عباءة، وسفر التبة، وسفر العنفوز)، ولكن السنعوسي يسلم مِقود الكتابة لأحد أبطال الرواية، ويجلس إلى جانبنا مستمتعا بالرحلة، ليُدخلنا صادق بو حدب -الشخصية الروائية التي تكتب حكايتها- متاهة حقيقية، فهو نفسه ليس سوى ناقل لقصص زوده بها «الشايب»، وهو للمفارقة أيضا إحدى شخصيات الرواية المركزية. ولا يكتفي الراوي أيا كان سعود السنعوسي، أو صادق بو حدب بـ «الدوخة» الفنية التي يسببها هذا الالتباس المقصود والمشغول بعناية، حتى تَخرج الشخصيات من الورق لتصبح حقيقية تلتقي براويها، الذي يتحول بدوره في آخر الرواية إلى حكاية تحكى، متسائلا في ...

رواية “سِفر العَنْفُوُز”: البحث عن الوطن المفقود

صورة
  د.مروة تميم في حوارٍ نُشر في الجريدة الكويتية في 12 سبتمبر 2019، قال السنعوسي: " كُنت وما زلتُ أكتب عملاً روائيًا في الحاضرة البحرية القديمة… عملاً لا أريد أن انتهي من كتابته، لشدة تعلقي بعوالمه وشخوصه وزمنه ومكانه ” ،  وبعد أربع سنوات صدر الجزئين الأول والثاني من هذا العمل الروائي “أسفار مدينة الطين”، وانتقل تعلق سعود بهذا العالم وشخوصه إلى قرائه في كل مكان، وأنا منهم، وكنت انتظر ثالث الأسفار بصبرٍ نافذ، لا لأعرف حلول الأحجيات التي أوقعنا الشايب في حبائلها، فهذا أمره هَيِّن وتطوَع كاتب الأسفار، دون أن يدري، بكشف مفاتيح حلول تلك الأحجيات كلها فيما كتبه في السِفرين الأول والثاني. بالطبع كنت متشوقة للتأكد من صحة ما خمنته، ولكن كان الشوق أكبر لمعرفة الكيفية التي سيقدم بها سعود حلول تلك الأحجيات، وكيف سيُجيد حَبك قصته ليصل للحقيقة التي عرفتها مع قراءة السفرين السابقين، وكيف سيغطي أحداث سبعين عامًا ليربط ماضي الديرة “زمن مدينة الطين والحاضرة البحرية”، وحاضرها “زمن كتابة الأسفار”؟ كنت أعرف من هو الشايب ومن هو غايب، وأعرف ماذا حل بالرضيعين “ابن الحلال وابن الحرام” بعد أن توهم ا...