ليس للمثقف كلمة!

سعود السنعوسي - القبس


إن ما يحدث في الكويت ليس بالأمر الهيِّن. اختلف الناس، مع وضد، واتفق كلا الفريقين على أن الكويت تمر في أسوأ أزماتها. سمو أمير البلاد قال: «البلد كادت أن تضيع». الأفراد والنقابات والتيارات والحركات السياسية كان لها موقف واضح. أصحاب الرأي وكتاب الأعمدة والناشطون في شتى المجالات سجّلوا مواقفهم، رجال الدين الذين يجمعهم كتاب واحد تعددت آراؤهم، والناس.. الناس الذين ودّعوا أهليهم عازمون على زيارة بيت الله الحرام: «سنرفع أكفنا لله أن يحرس الكويت». والسؤال المُر هو: أين دور المثقف الكويتي من كل ما يجري حوله؟!

البلد يا سادة في أزمة تجاوزت خطورة خروج الناس ضد قرارات السلطة، وها نحن اليوم نرى مواطنا ضد مواطن، أحدهما يخوِّن الآخر.. يقصيه.. يلغي وجوده. وفي الوقت الذي نتابع فيه حتى الأطفال والمراهقين في «تويتر» ينظّرون ويتداولون، طيشا، السياسة بآراء غير مسؤولة، لا نجد في الطرف الآخر سوى صمت المثقف وانكفائه على ذاته وكأنه في عالم آخر!

كنت على يقين، أثناء توقفي عند الصفحات الثقافية في صحفنا اليومية، بأنني سأقرأ بيانا أو كلمة من رابطة الأدباء (الكويتيين)، من الأدباء والمثقفين أنفسهم، ولكن، غير أصوات فردية قليلة جدا، لم أقرأ شيئا! الموقف صعب لا شك، ولكن الصمت نتائجه أصعب. وإذا كانت رابطة الأدباء أضعف من أن تقف مع طرف ضد آخر، أو كانت في مأزق بين فريقين متخاصمين، أو واجهت صعوبة في انتقاد القرارات السياسية الفردية، أو انتقاد مطالبات الحشود التي تفاجأنا بحجمها.. ما الضير في الخروج بصوت ثالث؟ وليكن هو صوت المثقف الكويتي.

كتب البعض، قبل أشهر، منتقدا صمت الرابطة إزاء ما يجري حولنا في البلدان العربية، على رأسها سوريا، وإذا ابتلعتُ التبريرات غصبا آنذاك، لا أجد اليوم أي مبرر لصمت الرابطة إزاء ما يجري في الكويت؟!

رابطة الأدباء (الكويتيين).. ألا يعنيكم ما يحدث في (الكويت)؟
 
نشرت في:
 

 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدينة الأحلام

هلا فبراير .. إلى من يهمه الأمر!

كيف تغني الكويت من دون صوتها؟