المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٨

في وداع شجرتي الظليلة في زمن اليباس

صورة
        "بو فهد شلونك؟"        أدريك تسمعني في وقتٍ لا أنصت فيه إلى صوتك. أدريك تفهمني وأنا أبحث عن فهمٍ لمعنى رحيلك على هذا النحو، وأنا الذي ما زلت أحتفظ بقصاصة ورق كنت قد شاهدتها على سطح مكتبك في الصالحية قبل سنوات سبع. قصاصة لا تحمل إلا تاريخ الثامن عشر من أكتوبر 2041. "ما هذه بوفهد؟!". رفعت حاجبيك تضحك: "حلمت البارحة أنني أموت في هذا التاريخ". ولشدة ما أصدقك، آمنتُ بحلمك مطمئنًا.      أهكذا يخونك قلبك الذي ما خان أحدًا قط؟ ألم نحتفل قبل خمس سنوات بإطفائك السيجارة الأخيرة كيلا يُنهك هذا القلب المنهك أكثر؟      بوفهد، قبل ثمان سنوات حلمت فيك تموت على خشبة مسرح، هل تذكر؟ كنا أنت وأنا وشخصٌ آخر لا أعرفه اسمه عيسى نمثل أدوارنا أمام جمهور غفير. حملناك، عيسى وأنا، بين أيدينا إلى مستشفى مبارك ولكنك فارقت الحياة عند البوابة. استيقظت أطعن كابوسي بمهاتفتك. "أبي أشوفك"، وأنا الذي لا يموت في أحلامي إلا من أحب. أجبتني كدأبك: "حياك". عانقتك أفضي لك بتفاصيل كابوسي. أجبتني تُطمئن: "هذا بس لأنك تحبني". أشرتَ إلى مخطوط

"فئران أمّي حصّة" لغة تجرح القلب والرّوح

صورة
أ.د/ يوسف حطّيني – ناقد وأكاديمي فلسطيني – جامعة الإمارات     أن تقرأ رواية فائزة بجائزة مهمة مثل جائزة البوكر، فذلك يضعك أم استلاب استباقي، استلاب يجعلك تستسلم لمجهول قاد مجموعة من المتخصصين إلى منحها تأشيرة دخول مواربة إلى عقل القارئ وقلبه وروحه . وللحقّ فإنني أعترف أنني تأخرت كثيراً في قراءة رواية "فئران أمّي حصة" لسعود السنعوسي، على الرغم من الإطراءات والتشجيعات التي سمعتها بخصوصها من الأصدقاء، غير أنني حين حانت فرصة الفراغ من الضروري سارعت إليها؛ لأجد فيها رواية تجرح قلب القارئ بمبضع السرد .     يعطي السنعوسي أهمية كبرى للعتبات التي تتعدد قبل السرد الأول(كتكوت وفؤادة وزور ابن الزرزور)، وقبل أقسام الرواية الأربعة (أحمد مشاري العدواني، وخليفة الوقيّان، وسعاد الصباح، وعلي السبتي). وتنعي جميعها الإنسان الذي لم ينتبه بعد للفئران القادمة، وللدمار المنتظر الذي سيخلّف القتلى بالآلاف؛ حيث تَبَّاعُ الجيف الذي "له جسد العقاب ورأس البومة ولون الغراب"، ص302، حاضر في لحظة الاقتناص. وعلى الرغم من أن نجم سهيل يبزغ في نهاية الرواية، فإنّ هذا البزوغ لا يعدو نصراً روم