المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢١

رواية (فئران أمي حصة): سؤال الهوية.. واستشراف الآتي

تتجسد فضاءات هذه الرواية في الكويت، ما بين زمنين: زمن ماض هو الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، وزمن مستقبل متخيل، ينتهي عام 2020م. وما بين هذين الزمنين تشتبك كل الأزمنة وبيئاتها وظروفها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.  بطل الرواية هو تلك الشخصية المتسائلة المفكرة دوماً منذ طفولتها، التي تطرح الأسئلة على كل المستويات: الوجود والإِنسان والوطن والهوية والفكر والصراع والطائفية والمذهبية.  «الجهل بالشيء نعمة في بعض الأحيان. والطفل في لهجتنا جاهل. ونحن الجهال كنا نعيش هذه النعمة، نعمة اللا أدري. كبرت قليلاً وانشغلت بأسئلة ممنوعة. ربما لم أكن في حاجة إلى إجابات لها بقدر ما كنت في حاجة إلى لفظ السؤال والتحرر منه». (ص 37) ولكن هذه التساؤلات كانت تقمع على كل صعيد: في البيت والمدرسة وربما الشارع أيضاً. هذا الطفل الذي كبر وشكل بطل الرواية الرئيس هو رمز للمثقف والفنان الذي يسأل حول كل شيء، يزعجه الواقع، ويوتره المستقبل. هذا الشغف بالسؤال وقلق التفكير، سيكون نتاجه لاريب في استشراف المستقبل الذي تجسد في الرواية، هذه الرواية التي تجسد وظيفة الفن الحقيقي: قراءة الحاضر واستشراف المستقبل. ولذا كانت رؤاها