المشاركات

عرض المشاركات من 2008

حين قابلته .. قابلت الكويت

صورة
سعود السنعوسي: حين أعتاد على رؤية أشخاص ما، من خلال شاشة التلفزيون، ولسنوات طويلة، تصبح هذه الشخصيات مع مرور الزمن، بالنسبة لي، مرتبطة في ذلك المكان فقط، أي جهاز التلفزيون، وكأنها تنتمي إليه وتعيش في داخله، بين تفاصيله وأجزاءه الدقيقة. وإذا ما قابلت شخصية تلفزيونية في مكان ما، كالشارع مثلا أو السوق، يخيّل لي بأنها قد خرجت للتو من التلفزيون، وأنا لا أعني مبنى التلفزيون التابع لوزارة الإعلام، بل أعني جهاز التلفزيون ذلك الذي لا يخلو منه بيت، وكان أول سؤال يتبادر إلى ذهني حين أقابل، بالصدفة، ممثلا أو مذيع أخبار هو: تراه قد خرج للتو من الشاشة أم انه في الطريق إليها؟ تدور هذه الأسئلة مع الشريط المصور الذي تعرضه الشاشة العريضة المعلقة على جدار مخيلتي والتي لا يراها أحد سواي. أشاهد إحدى هذه الشخصيات، وبحركة "كرتونية" ينحني قليلا كي يخرج رأسه من الشاشة ثم يديه ورجليه حتى يصبح بكامل جسده على أرض الواقع، ثم يحدد وجهته ويرحل ليعود في آخر النهار إلى حيث أتى. هذا ما كنت أتصوره، عندما كنت طفلا صغيرا، كنت أعتقد بأن ماما أنيسة مقدمة برنامج "ماما أنيسة والأطفال" ومحمد الفارسي مقدم

لا تحرمونا من العودة إلى الماضي

صورة
سعود السنعوسي: من منا لم يحلم، ولو لمرة واحدة على الأقل، أن يعود به الزمن إلى الوراء؟ ان لم تكن هذه الرغبة من أجل تغيير أمر ما قد ندمنا عليه، فقد تكون بسبب أمور أخرى، منها الحنين الذي يتملكنا للأشياء الجميلة التي تميّز بها ماضينا القريب. منذ ما يربو على السنتين أصبحت العودة للماضي لي وللكثيرين غيري أمرا ممكنا، وذلك بواسطة آلة الزمن المسماة YouTube ، نعم، رغم ان إنشاء هذا الموقع الضخم لم يكن بهدف القيام بدور الجسر الذي ينقلنا - نحن الكويتيون - إلى ماضينا البسيط الجميل، فانه وبجهود شبابية كويتية وفية أصبح كذلك، بالنسبة لي ولمن هم يشاركونني الاهتمام على الأقل. لطالما فكرت في الكتابة حول هذا الموقع - YouTube - وما يحتويه من كنوز حرمنا منها تلفزيوننا التعيس - مع الاعتذار لماضيه - ولكني أجد نفسي في كل مرة منجرا إلى مواضيع أخرى قد تكون أكثر أهمية. أما اليوم وبعد الهجمات والتهديدات بالحجب التي طالت هذا الموقع وجدتني أمسك بالقلم على الفور، ليس للدفاع عنه بل لمناشدة المسؤولين أن يتفكروا قليلا في ما هم عليه مقدمون، لأن ما يحدث هو أمر مضحك بالفعل. ان من يطالب بحجب هذا الموقع إنما هو كمن يدعو

أسد الجزيرة

صورة
  سعود السنعوسي: بالرغم من انه لم يعرض على أي قناة فضائية أو أرضية، وبرغم المشاكل التي حالت دون عرضه على شاشات التلفزيون، الا ان مسلسل أسد الجزيرة قد احتل حيّزا لا يستهان به من حيث نسبة المشاهدة، هذا بالنسبة للأعمال المحلية بالطبع. لا أستند في هذه المعلومة على أي دراسة أو احصائية لأعلى نسبة مشاهدة للمسلسلات خلال شهر رمضان المبارك، بل تكوّنت لدي هذه الفكرة ممن هم حولي، حيث لم أسأل أحدا عن هذا العمل – أسد الجزيرة – إلا وأخبرني بأنه يملك نسخة من العمل أو انه بانتظار وصول نسخته. أما بالنسبة لي، فقد شاهدت العمل كاملا في مدة لم تتجاوز الثلاث أيام. قد يحتاج عمل بهذا الحجم لمشاهدة دقيقة ومتأنية، ولأكثر من مرة، لتكوين انطباع عام عن العمل وتقييمه، وبما اني لست ناقدا فنيا، وقد لا أملك أسس تقييم الأعمال الفنية، فانني سأكتب وجهة نظري حول هذا العمل كمشاهد لا أكثر، وسأكتب وجهة نظري حول المسلسل من الناحية الفنية أولا، ثم الناحية التاريخية بشكل موجز. أعتقد أن ما شاهدته في هذا العمل الضخم انتاجيا وفنيا من اخراج وتصوير ومقدمة غنائية وموسيقى تصويرية، يجعله يتربع على قمة الأعمال المحلية التي قدمت من قبل،

حين يدمّرون بأموالهم كل ما هو جميل!

صورة
سعود السنعوسي: المال، هذه النعمة، زينة الحياة الدنيا، هي والبنون كما يقول سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم. من منا لا يسعى لامتلاك هذه النعمة؟ أشك أن هناك من لا يتمنى أن يمتلك من المال ما يكفيه لتحقيق كل ما يمكنه تحقيقه بواسطته، وهذا حق مشروع، ولا خلاف عليه، ولكن! حين يفيض المال عن حاجة صاحبه، بعد أن يتمكن من تحقيق كل أحلامه وتأمين مستقبله ومستقبل سلالته لقرون آتية، ماذا يحدث؟ بعض الناس بعد أن يمن الله عليهم بالنعمة ما يزيد عن حاجتهم يبدأون في إشراك الغير بالاستفادة من هذه النعمة، مع الوضع بعين الإعتبار المنفعة الشخصية، كمن يقيم المشاريع التي تعود عليه بالمنفعه شخصيا، وعلى غيره ممن يساهمون في استمرارية مشاريعه من عمال وموظفين. والبعض الآخر يكتفي بالاستفادة من أمواله دون أن يشرك أحدا معه، وهذا حق لا يمكننا أن ننازعه عليه، ولكن ماذا عن النوع الثالث الذي يفسد كل ما هو جميل بواسطة أمواله ظنا منه أنه يصنع له مجدا شخصيا في حين هو في الواقع يشوه كل شيء جميل من حوله؟ هذا النوع، مع شديد الأسف ينتشر في كل بقاع الأرض، ولكنه واضح ومعروف في دول الخليج، ولدينا في الكويت عددا ليس بالقليل منه. حين يتصور

شاركونا الجهل!

صورة
سعود السنعوسي: لا يحتاج الناخب إلى من يلفت انتباهه إلى شعارات الكثير من المرشحين في حملاتهم الانتخابية الأخيرة، والتي وان اختلفت في صيغتها فهي تتفق اتفاق تام في مضمونها، تلك الشعارات التي كانت تركز على التفاؤل والأمل والبعد عن اليأس وكل ما يدعو إلى التشاؤم. ومن وجهة نظري أن العزف على أوتار الأمل بحد ذاته ينبهنا إلى حجم اليأس الذي بدأ يتسلل إلى نفس المواطن الكويتي. شاركونا الأمل .. متفائلون .. إياك واليأس من وطنك .. متفائلون وبكم واثقون .. والخ من الشعارات. أعتقد أن المواطن الكويتي بدأ يلامس حدود اليأس، إن لم يبحر في محيطاته بعد، والأخطر من ذلك هو اليأس الذي احتل قلب الوطن، وهو ليس كاليأس الذي يحذرنا منه أحد النواب، إطلاقا، فليت من كان ينادي المواطن بعدم اليأس من وطنه أن يلتفت للوطن الذي يئس من مواطنه. لا يمكن أن يكون لمفردة التفاؤل معنى ما لم نتحرك وننتفض للسير بوطننا نحو الاتجاه الصحيح، فآخر ما أتمناه هو أن يصبح تأثير هذه المفردة كتأثير المخدر "البنج" الذي ينتشر في أنحاء الجسد لفترة مقدرة يتلاشى بعدها تدريجيا لتعود الآلام مجددا تنخر بنا حتى .. نموت. انقسم

كل يغني على ليلاه ولا عزاء للكويت

صورة
سعود السنعوسي: بعد الأحداث المتشابكة التي مرت بالكويت خلال الأسابيع القليلة المنصرمة، والتي لا تزال تبعاتها قائمة حتى ساعة كتابة هذه الأسطر، تتساءل الكويت: أين هي حصتي من ولائكم؟! نعم .. يحق لبلادي أن تسأل كي يطمئن قلبها المفطور على أبناءها الذين انصرفوا عنها ليرتموا في أي حضن دون حضنها الذي اتسع لهم ولهمومهم على مر السنين. مرت أسابيع على قضية تأبين مغنية، ولست بصدد التطرق لقضية اختطاف الجابرية وإدانة المذكور بجريمة اختطافها، فحتى لو لم يكن مغنية متورطا في تلك القضية، ما دخلنا نحن بما يجري هناك، ولماذا كل هذه الحماسة في نصرة من هم في الخارج في حين ان الكويت بأمس الحاجة لمن ينصرها على ما يحاك ضدها في الداخل؟ انتهت - كما يبدو - قضية التأبين وأسدل عليها الستار إعلاميا، وما كدنا نستبشر بعودة الأوضاع إلى وضعها الطبيعي حتى فوجئنا بما يجعل ولاؤنا موضع شك مرة أخرى، فما جرى من أحداث "بوليسية" إثر مداهمات رجال الداخلية لأماكن الفرعيات يجعلنا نعيد النظر في مسألة الولاء للوطن، بعد أن أصبحت مصلحته، بالنسبة للبعض، أمرا ثانويا. بغض النظر عن التدابير التي لجأت إليها قوات الأمن، والتي كان

بين بلادي .. والغرفة المجاورة!

صورة
سعود السنعوسي: لأول مرة أكتب مقالا وأنا خارج الكويت، بعيدا عنها وعن أخبارها، وأكاد ألا أعرف شيئا عنها سوى انها – كما يقولون – تحتفل بعرسها الديموقراطي، وبعض الأخبار التي يتلقاها هاتفي بين الحين والآخر عن طريق بعض الشركات الاخبارية التي ترسل أهم الأخبار بواسطة الرسائل القصيرة. لست بعيدا عن الكويت بالقدر الذي يجعلني أجهل الأحداث التي تجري بداخلها، ولكن انشغالي مع المريضة التي أرافقها في رحلة علاجها هو ما أجبرني على التوقف عن متابعة أخبار بلادي. لا أنوي استغلال هذه الصفحة بكتابة موضوع شخصي أو تدوين مذكرات تراجيدية لشاب يرافق مريضة خارج بلاده، ولكن، بعض الأحداث الشخصية، تفقد خصوصيتها إذا ما تكررت لأشخاص كثر، لتصبح ظاهرة عامة. * * * "سمو الأمير يحل مجلس الأمة حلا دستوريا" .. انتهى نص الرسالة القصيرة ولم تنتهي التساؤلات في ذهني .. وماذا بعد؟! أعرف أن الانتخابات القادمة ستكون مختلفة بعد اقرار قانون الدوائر الخمس، ولكن، ماذا عن النتائج؟ هل ستكون أفضل؟ الأغلبية تؤكد ذلك، ولكن، هل ستكون بمستوى الطموح؟ هذا ما لم تؤكده الأغلبية. أما آن الأوان للتغيير؟ الكل يطالب بذلك، والكل يعي تمام

هلا فبراير .. إلى من يهمه الأمر!

صورة
سعود السنعوسي: بداية موفقة لسقطة موجعة تولد المهرجانات في كل دول العالم صغيرة ومتواضعة في بداياتها ثم تكبر وتتطور وتبدأ بالانتشار بشكل أوسع، وهذا ما أثبتته مؤخرا المهرجانات الخليجية كمهرجان دبي -العالمي- للتسوق .. مهرجان صيف دبي .. خريف صلالة .. مهرجان مسقط ومهرجان الدوحة الغنائي. أما في الكويت فالوضع مختلف تماما، وهذا ما لمسناه وعايشناه من خلال تجربة مهرجان هلا فبراير، ذلك المهرجان الذي ولد كبيرا - إلى حد ما - ثم ألمت به الأمراض في سن متقدمة ليدخل مرحلة الشيخوخة قبل أن يتم عامه الثالث. ولد مهرجان هلا فبراير في يوم الأربعاء الموافق 3 فبراير من عام 1999 - ان لم تخني الذاكرة - وقد سلط الأضواء نحو الكويت آن ذاك بسبب روعة التنظيم والحملات الإعلانية المنظمة وتزيين الشوارع بشعارات المهرجان والبالونات والتعويذات الخاصة بالمهرجان "شخصية مضياف" كما كان كرنفال الافتتاح ناجحا بكل المقاييس حيث شاركت فيه العديد من الجهات والجاليات المقيمة بدعم من سفارات الدول العربية والأجنبية، كان هذا في عامه الأول، ولكن كانت السقطة سريعة حيث تراجع مستوى المهرجان في عامه الثالث ثم تدرج في الفشل مع ب

طالبوا بإسقاطها ولم يسقطوا سوى .. كرامة شعب!

صورة
سعود السنعوسي: أتابع منذ فترة الأحداث المأساوية لما يسمى بقضية إسقاط القروض، تلك القضية التي غدت من أولويات بعض نواب الأمة والشغل الشاغل لفئة كبيرة من الشعب الكويتي، وكأن مشاكل البلاد قد انحصرت في تلك القضية حتى يفتح المواطن جيبه ويمد كفه للحكومة مرددا: عطونا الله يعطيكم ! كم أتألم وأنا أشاهد تلك المناظر الغريبة داخل مجلس الأمة وخارجه .. يتباكى أحدهم ويشوح بيديه للنواب مرددا: نحن مساكين أين العدالة! في حين تصرخ امرأة في الصف الأخير في قاعة المغفور له - بإذن الله تعالى - الشيخ عبدالله السالم: "شواربهم تحت نعالي .. فلان الكلب .. ما عندنا معاشات .. نبيع أعضاءنا عشان نعيش .. لابوكم .. يا حقير .. نعم نعم لإسقاط القروض" ثم ينتهي الخطاب التاريخي بصياح مجموعة من النسوة: "أووووووه .. أوووووه"! وهكذا، مرت الأيام، وكدت أنسى كل تلك الأحداث حول تلك القضية، ولكن سرعان ما عادت القضية لتطفو على السطح مرة أخرى على مرأى ومسمع العالم وعلى الفضائيات والصحف ومواقع الإنترنت، ليشاهد العالم بأسره الذل والهوان مرسوما على وجوه كويتية. أعبث بالريموت كنترول وأتوقف عند إحدى الفضائيات الكويتية