المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٠

مصطفى محمود.. أجمل هدية.. أسوأ خبر!

صورة
سعود السنعوسي: في مثل هذا اليوم من السنة الماضية، كاد شهر أكتوبر أن يمضي بهدوء وسلام، دون أن يسجل أي أحداث غير عادية، بالنسبة لي على الأقل. ولكنه، وفي اليوم الأخير غيّر رأيه فجأة، وكأنه أبى أن يسلم عهدة الأيام لنوفمبر من دون أن يضع النقطة الأخيرة على سطر حياة إنسان علمني كيف تكون الحياة. في مساء 31 أكتوبر 2009، وقبل أن أتجه لسريري، كنت أتصفح موقع إيلاف الإخباري، وهو محطتي اليومية قبل النوم. وفيما كنت على وشك الانتهاء من قراءة العناوين الرئيسية وقع نظري على خبر في زاوية الصفحة الإلكترونية، شدتني الصورة قبل أن أقرأ عنوان الخبر. صورة تبعث في النفس الهدوء، لست أدري لماذا، ولكن ربما بسبب الهدوء الذي ميّز صاحبها، فقد طُبعت صورته في ذهني هادئا كما هو دائما في حلقات برنامجه الشهير «العلم والإيمان». بعد مشاهدتي للصورة، اتجهت بنظري أسفلها حيث الخبر: وفاة المفكر والكاتب المصري مصطفى محمود. لسبب ما، اتجهت نحو مكتبتي الصغيرة بدلا من أن أتجه للسرير بعد قراءتي للخبر. توقفت أمام الرّف الخاص بمؤلفاته أقرأ عناوينها، وأسترجع بعضا مما علمني إياه هذا المفكر والأديب في صغري. تذكرت «رحلتي من الشك إلى الإي

إنجازات أصغر من حلم!

صورة
سعود السنعوسي: ما أكثر أحلامي، تلك التي حققتها، والتي أحققها، أو التي أصبو إلى تحقيقها. لا تشكل لي الأحلام الشخصية، والتي لا تعني أحدا سواي، أي مشكلة، طالما انني الوحيد المسؤول عن إخراجها من رأسي واضعا إياها أمامي على أرض الواقع، ولكن مشكلتي مع تلك الأحلام التي تتسع فيها المساحة، لتضم أشخاصا كثر. فتحقيق الأحلام يصعب كلما زاد عدد الأفراد الذين يضمهم الحلم. ومن الأحلام التي تتمدد مساحاتها في داخلي إلى درجة بتّ أضيق بها، هي أن يتحوّل المجتمع الذي أنتمي إليه إلى مجتمع قارئ. أنا لا أحلم بالنيابة عن غيري، فقد تتساءل للوهلة الأولى: وما شأنك أنت إذا اهتم غيرك بالقراءة؟ والجواب ببساطة، لا شأن لي بالغير، وانما كل ما يعنيني هو بلادي، فلك أن تتخيّل صورتها وشأنها إذا ما دخل الكتاب في تكوين الأفراد، راسما شخصياتنا، مستفزا عقولنا للتفكير، مسلطا الضوء نحو الظلمات التي تملأ نفوسنا، فاتحا أعيننا على اتساعها لمشاهدة كل ما أغفلناه، وبالتالي تبقى فرصة الاختيار لنا وحدنا، بدلا من أن يفكر الغير نيابة عنا. إذن، أنا أحلم بالنيابة عن وطن! لا شك ان فكرة كهذه تبدو في غاية الصعوبة، فالمسألة تحتاج إلى وقت وعزيمة و

كم وسادة مزّقنا؟ وكم ريشة، في الفضاء، أطلقنا؟

صورة
سعود السنعوسي:      لست ممن يحتفظون في ذاكرتهم بتفاصيل القصص والروايات والأفلام، رغم إيماني بأنها تترك شيئا ما، أجهل تأثيره، في مكان ما من مساحات اللاوعي بداخلي، يعلن ذلك الشيء، في الوقت المناسب، عن ظهوره مكوّنا فكرة أو رأيا أجهل مصدرهما مع مرور الأيام. ولكن، غالبا ما يعلق في ذاكرتي شيء من الأعمال التي أقرأها أو أشاهدها، شيء واحد على الأقل، عبارة جميلة، رأي أوافقه، قناعة جديدة، أو حكمة في كتاب ما، أو مشهد مؤثر من فيلم أو مسرحية. أما إذا لم يعلق في ذاكرتي شيء من أي عمل إبداعي، فغالبا ما أكون قد ندمت على تجربته، إلا إذا ما رسم الابتسامة على وجهي أو ترك تأثيرا نفسيا جميلا لحظة متابعته. في فيلم "الشك Doubt " الذي رشّح لعشرات الجوائز العالمية والذي نال ما لا يقل عن تسع منها، تابعت واحدا من أشد المشاهد تأثيرا في نفسي، وفي حقيقة الأمر، لم يكن المشهد مؤثرا من الناحية الفنية، بل ما قيل أو رُوي في هذا المشهد هو ما علق في ذاكرتي. يُصوَّر المشهد في كنيسة، في قداس يوم الأحد، على ما يبدو. حكى القس، في عظته، حكاية استوقفتني، تعالوا نقرأها، على ألا نبدي عدم ارتياحنا كمسلمين كون العبرة جاءت